الأربعاء، 15 مارس 2017

التكتيكات العسكريّة في الجيوش المحمديّة




١- غزوة بدر

استخدم النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر تكتيكات عسكريّة لم يعهدها العرب سابقًا.

اولًا:-
اللقاء بين جيشين بأعداد محاربين كبيرة فالعرب لم يعهدوا هذا النوع من الحروب ذات الأعداد الكبيرة لصعوبة تجميع الجنود ما عدا حالات منفردة في الحيرة والغساسنة وكانوا يعتمدون على المواجهات والمبارزات بين الأفراد في حروبهم ولهذا نهى النبي المسلمين من قتال مشركي قريش منفردين لأنهم أكثر منهم عددًا وسيتم القضاء على الصحابة بسهولة لذلك أمرهم بقتالهم كمجموعة واحدة.

ثانيًا:- تكتيك الفالانج
استخدام  تكتيك الفالانج (phalange) أو فالانثر (phalanx)،  هو تكتيك استخدمه الإغريق اليونانيون في حروبهم وكانوا يتشكلون على أشكالٍ مربعة، دائرة، ومثلثة لتنظيم صفوفهم ولحماية كل مقاتل للمقاتل الذي بجانبه بحيث يصعب اختراقهم ويقاتلون ككتلة ومجموعة واحدة من كل الجوانب.
وهذا التكتيك الذي استخدمه النبي في بدر، وفي أحد حين هزموا حيث تشكل الصحابة حوله مطبقين الفالانج لحماية النبي  والتزم المسلمون بهذا التكتيك في بقية حروبهم.



٢- معركة الأحزاب
اولًا:- الخندق
في هذه المعركة صَدم النبي وجيش المدينة الأحزاب بنظام دفاعي جديد غير معهود عند العرب ألا وهو الخندق* الذي تم حفره في مدخل المدينة الشمالي، وكانت هذه فكرة سلمان الفارسي الذي اقترح هذه الخطة الاستراتيجية في الدفاع والتي كان يستخدمها الفرس في حروبهم لصد هجمات الأعداء  واستحسنها النبي وبدأوا بحفر الخندق، ليتفاجأ المشركون حين وصلوا المدينة ورأوا الخندق لأنهم لم يعهدوا مثل هذا في حروبهم واعتبروه من الجبن والضعف، ولصعوبة اجتيازه دون أن يتعرضوا لخسائر في الأرواح قرروا التخييم في الجانب الآخر في الحقل حتى انتهت المعركة بنصر الله لنبيه و عباده المؤمنين.

الخندق أسلوب دفاعي يستخدم حتى وقتنا الحاضر ويتكون من أربعة خطوط متوازية بقياسات مختلفة لكن يكون عادة بعمق ٢.٤ م وعرض ١.٨م.
يسمى الخط الأول خنادق النيران (Firing Trenches)
والخط الثاني خنادق ساترة (Cover Trenches)
والخط الثالث خنادق دعم (Support Trenches)
والخط الرابع خنادق احتياط (Reserve Trenches)
ويتم الربط بين الخطوط الاربعة بخنادق تحقق الإتصال والتواصل فيما بينها.

*الخندق كملة لها أصل فارسي "كنده" وتم تبديل الهاء قاف لتصبح خندق.

ثانيًا:-
قام النبي صلى الله عليه وسلم بأمر الناس بإدخال المحاصيل الزراعية داخل المدينة لكي لا ينتفع منها المشركون في حالة وصولهم.، وهذا ما فعله الروس في الحرب العالمية الثانية حين قاموا بنقل المحاصيل الزراعية أو إتلافها لكي لا ينتفع منها الألمان، وكان أحد أسباب هزيمة الألمان في روسيا سوء الطقس وقلة الغذاء.



٣- معركة الطائف

بعد انتصار المسلمون في حُنين توجهوا نحو الطائف التي امتازت بحصنها وقلاعها القوية الذي لم يستطع المسلمون اختراقه. فاستخدموا:-

اولًا :-المنجنيق
اقترح سلمان الفارسي مرة أخرى على النبي صناعة المنجنيق وصنع سلمان المنجنيق الذي تم استخدامه بالهجوم على الحصن ورميه بالأحجار،  والمنجنيق آلة حربية لم يعهدها العرب سابقًا لكن الفرس واليونان والرومان استخدموها سابقًا في حروبهم والمنجنيق مشتق من الكلمة اللاتينية manganon بمعنى آله الحرب واُستخدم لقذف الحجارة والسهام والكتل النارية لمسافات بعيدة ويعود أول استخدام للمنجنيق سنة ٣٩٩ق.م في حصار مدينة موتيا في الحرب بين اليونانين والقرطاجيين بعد سنتين من صناعته.
والمنجنيق من الآلات الحربية المهمة في العصور القديمة والمتوسطة وآخر استخدام للمنجنيق في الحرب العالمية الأولى لرمي القنابل على معسكر العدو قبل استبداله بالهاون والمدفع.



ثانيًا:- الدبابة الخشبية

صنع المسلمون في هذا الحصار دبابة خشبية ذات غطاء جلدي ويدخلوا فيها لتحميهم من سهام أهل الطائف ويسهل لهم عملية الوصول إلى الحصن والقلاع بأمان دون إصابة.


ثالثًا:-الحرب النفسية
قام النبي بأمر الصحابة بحرق النخيل لإضعاف معنوياتهم ثقيف، أخذ المسلمون في تحريق نخلهم، فناشدوا رسول الله أن يدعها لله وللرحم، فاستجاب لهم، ثم نادى منادي رسول الله: "أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر"، فخرج منهم بضعة عشر رجلًا، فأعتقهم رسول الله.



المصادر:-
١-نظرة جديدة في سيرة رسول الله - كونستانس جيورجيو
٢-الرحيق المختوم -صفي الرحمن المباركفوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق