الاثنين، 24 يوليو 2017

الرواية الوثائقية "فتيان الزنك"



هذه الرواية الوثائقية التي تنقل معاناة الجنود السوفييت العائدين من أفغانستان ومعاناة ذوي القتلى تنقلك أثناء القراءة إلى عالمٍ من الوجع والألم في تصوير الموت والحياة بعده، الحرب ليست للجنود فقط فهناك نساء تُقاتل بعد الحرب كما تقول إحدى أمهات الجنود المقتولين "يقاتل الرجال في الحرب و تقاتل النساء بعد الحرب".

إنَّ الدموع والآهات التي توجع النفس البشرية بين صفحاتِ هذا الكتاب تُصور حال المعتدي السوفيتي، حال القاتل، فكيف بالضحايا وذويهم من الأطفال والنساء والأبرياء من الأفغان الذين راحوا ضحيةً لهذا الاعتداء السوفيتي عليهم.

ترفع الروائية الصحفية البيلاروسية سفيتلانا الكيسيفيتيش بعملها الأدبي هذا وثيقة في وجه الظلم الحكومي لأبناء الشعوب الذين غُرّرَ بهم لأجل مصالح استعمارية وفاشية واضحة، صرخة ضد الحرب والموت الذي يحصد البشرية، لا تنتهي الحرب بمعاهدة أو انسحاب أو هزيمة فما بعد الحرب أشدُّ وجعًا من الحرب.
يقول أحدُ الجنود السوفييت في مذكراته بعد عودته من أفغانستان "الحرب لا تجعل منك رجلًا أفضل،تجعلك أسوأ فقط".

على الرغم من الموت الذي أحاط بالجنود في كل مكان تبقى لهم رؤآهم وفلسفتهم ونظرتهم للحياة والحب والوطن فيقول جنديٌ نجى من الموت ما زال قلبه ينبض بالحب رغم مصابه: "أما بشأن الحب فأنا لا أفهم شيئًا،  وبالنسبة لي فالمرأة اكثر غموضًا من الحرب ولا يوجد شيء أفضع من الحب".

سفيتلانا الكيسييفيتيش الحائزة على جائزة نوبل للآداب عام ٢٠١٥ تثمينًا لجهودها في العمل الأدبي تعرضت للكثير من المحاكمات من قبل بعض ذوي الضحايا و الجنود العائدين من الحرب بسبب كتاب " فتيان الزنك"،  شكلت هذه الدعاوي و المحاكمة لالكيسيفيتيش وصمة سوداء في جبين أولئك الجنود وذويهم الذين تعاطف معهم القارئ عند قراءته لهذا الكتاب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق