الخميس، 19 أكتوبر 2017

رواية الأخوة السود- ليزا تتسنر.

رواية الإخوة السود- ليزا تتسنر.


  • ليزا تتسنر- روائية ألمانية-، تعد واحدة من أشهر كتابات قصص الأطفال، اضطرت أثناء الحرب العالمية الثانية إلى الهرب إلى سوسيرا مع زوجها اليهودي كودت هيلد، لتعيش هناك حتى وفاتها في مدينة كارونا سنة ١٩٦٣م. كتبت رواية الإخوة السود والتي نُشرت سنة ١٩٤١، الرواية التي ابتدأتها تتسنر وأنهى كتابتها هيلد.


لا شك أن الكثير منا شاهد الرسوم المتحركة (عهد الأصدقاء)، روميو وألفريدو لكن القليل منا يعرف أن هذه الرسوم المتحركة، هي رواية ليزا، وأحداثها مستوحاة من قصة حقيقة، حول جوليان الفتى الصغير الذي تضطره ظروف الحياة إلى السفر إلى مدينة ميلانو الإيطالية ليعمل منظف مداخن


وبعملية إتجار بالبشر، قاطعا البحر مع صبية آخرين يصل إلى مدينة ميلانو لتبدأ رحلة العمل والمعاناة، في ظروف معيشية سيئة، تنتهي بلقاء الطبيب الذي يعمل جاهدا على مساعدته، وإنقاذه من حياته البائسة، حياة العمل والعبودية.


الرواية من الروايات المناسبة للأطفال، لتغرز فيهم القيم الأخلاقية، كالصدق والتضحية، والحث على فعل الخير، والعمل من أجل مساعدة الآخرين، والعمل على تحقيق الأهداف وبناء حياة كريمة، لا تعكر صفوها الفاقة والحاجة.


ما بين قسوة الحياة ومشاقها، دائما ما تبرز هنا يد الخير التي تساعد المحتاجين، وهذه سمة الروايات التي تخاطب الأطفال بصورة مباشرة، قبل أن تُخاطب الآخرين، فما حياتهم إلا إنعكاس لحياة الكبار، إن الإنسان لا يمكن أن يحيا دون أمل وهذا الأمل دائمًا ما تحمله أنامل بشرٍ يحبون الخير للآخرين كما يحبونه لأنفسهم، لا يستطيع الكثير من الرواة أن يتخلوا عن فكرة الخير والإحسان للآخرين في رواياتهم، وما الخير إلا جزءٌ من طبائعنا


الرواية قصيرة بأحداث سلسة، تُنمي ذهن الناشئة وتعزز فيهم حب الآخر والصفات الحميدة، وتُقبِّح لنفوسهم كل الرذائل، فما زال روميو وعهد الأصدقاء حاضرا في مخيلتي رغم كل السنين، وها هو جوليان  يحجز مكانا هو الآخر، على الرغم من كونهما شخصًا واحدًا


دائما ما تجذبني الروايات التي تُكتب وتشعر أن المخاطب الأول فيها هو الطفل، فتترك في نفسي ذاك الأثر العميق، رواية الأمير الصغير، ورواية الآمال الكبرى، وكل عمل أدبي يُوجه لتلك النفوس البريئة رغم بساطته، فهو يلامس روح الإنسان ويُعيد له ملامح ذكريات جميلة، حتى وإن لم يعشها، لكن شعور الطفولة، جميل بسهولته، عميقٌ بصدقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق