رحلتي مع العربية (الجزء الثاني)

علم الصرف: وهو في الاصطلاح، علم يبحث في تصريف الكلمة وتغييرها من صورة إلى أخرى، وكذلك يتناول التغيير الذي يصيب صيغة الكلمة وبنيتها(1). ومن مواضيع الصرف الإبدال والإعلال ويبحث في إصالة حروف الأفعال والأسماء أو زيادتها، وتحويل الكلمة إلى أبنية مختلفة كالتصغير، والتكسير، والتثنية، والجمع، والاشتقاق، وبناء الفعل للمجهول، ومواضيع أخرى لا مناص من التعرف عليها وضبطها من أجل لغة سليمة وصحيحة. (1) معجم علم التصريف.

ومن كتب الصرف العربي:
1- الصرف العربي (أحكام ومعانٍ) - د. محمد فاضل السامرائي. كتاب منهجي يجمع بين الأحكام الصرفية ومعاني الأبنية.

وهو من الكتب الميسرة والسهلة، والممتعة بقرائتها وتُمكن الدارس من الصرف بأبسط الطرق، ابتداءً من تعريف الميزان الصرفي إلى التوسع والشمول للمواضيع الصرفية الخاصة بالأفعال والأسماء، والمصادر وأنواعها، والجموع والنسب، والإعلال والإبدال.
وهذا الكتاب لا يقتصر على الأحكام الصرفية، بل يضيف لها المعاني التي يدل عليها استخدام هذه الصيغة وهذا الوزن دون سواه، ويقول الكاتب في المقدمة: 

"فهذا كتاب (الصرف العربي أحكام ومعان) جمعت فيه بين الأحكام الصرفية ومعاني الأبنية الصرفية، إذ رأيت أن المكتبة الصرفية لا تزال تفتقر إلى كتاب يجمع بينهما.

ولمن أراد التوسع بدراسة علم التصريف أو تكثيف الاطلاع فعليه بـ:
2- شرح التصريف - عمر بن ثابت الثمانيني.
وهو كتاب قيّم يحتوي على شروح في أبنية الأفعال والأسماء، والحروف الأصلية والزائدة في الأسماء والأفعال، والحذف والإعلال والإبدال، وأبنية الأفعال الثلاثية الصحيحة. 

3- المعجم المفصل في علم التصريف - الأستاذ راجي الأسمر.
هذا معجم شامل، مرتب حسب حروف الهجاء، لجميع مواضيع علم التصريف والمصطلحات الصرفية، مع ملحق أول يحوي جداول تصريف الأفعال من حيث البناء للمعلوم والبناء للمجهول، تشمل جميع حالات الأفعال في العربية. وملحق ثانٍ من مقررات مجمع اللغة العربية بالقاهرة.

 ***

إن دراسة علم الصرف، تُبين لنا أن ما نستخدمه من كلمات والتغيرات التي تطرأ على الاسم أو الفعل سواء إذا جزمنا الفعل أو جمعنا الأسم، ليست بالسهولة التي نظنها نظرا لدراستنا الأوزان جاهزة أو خلاصة القواعد، فحين نعرف أن خطايا جمع خطيئة قد مرت بعدة تحولات لتصل الشكل الذي نستخدمه؛ لعرفنا قيمة هذا العلم. ولأدركنا قيمة علماء النحو الذين سلخوا أعمارهم في البحث والدراسة والشرح والنقاش من أجل مستقبل اللغة التي نتحدث بها اليوم ولسعينا دائبين على تعلمه ومن أجل أن نؤدي دورنا في المشاركة في الحفاظ على لغتنا رمز هويتنا وثقافتنا وديننا. 

***
 

بمرور الزمن وتكاثر العرب وقلة اهتمام عامة الناس باللغة العربية واستخدام اللهجات، الذي أدى إلى انحدار مستوى اللغة العربية لدى العرب، فاستخدموا تراكيب وأوزان ليست من أصل العربية، وكذلك مع بداية حركة الترجمة وضعف بعض المترجمين أدى لاستخدام صيغ غير صحيحة وألفاظ لا تؤدي المعنى المقصود منها وهنا مقالة عن آفات الترجمة وتأثيرها في العربيةhttps://goo.gl/pA4r9X، كان لزاما علينا أن نعلم الخاطئ من القول والكلام الذي نستخدمه ونكتبه. 

من الكتب التي توضح الأخطاء الشائعة:
1- قل ولا تقل - د. مصطفى جواد.

 يقع هذا الكتاب في جزئين، ويصحح فيه الدكتور مصطفى جواد وهو العلّامة وأحد علماء العراق البارزين في اللغة العربية المتوفَّى سنة 1969م، وأشتهر لدى عامة الناس بسبب برنامجه التلفازي والإذاعي اللغوي الشهير "قل ولا تقل"، الذي تم إصداره لاحقا في كتاب.

الكتاب يحتوي على كثير من الأخطاء الشائعة، بعض ما ذكره من أخطاء قد أجازه مجمع اللغة العربية في القاهرة وما استطعت أن أدونه من هذه الأخطاء التي أشار إليها الدكتور مصطفى جواد مستعينا بـ"معجم الأخطاء الشائعة" لمحمد العدناني هي:  

- أمر هام أو مهم 

• هوي طوابع أو هاوي طوابع
• - فلان مغرض أو مغترض
•  - قف في المستشرف أو الروشن أو الشرفة
• - صمدَ أو ثبت
• - الثبات أو الصمود 
• - فلان عرِّض للتعذيب أو تعرض له
• - خرج عن القانون أو خرج على القانون
• - القانون الدُولي أو القانون الدَولي
• - السكك الحديد أو السكك الحديدية
• - مصاير أو مصائر
• - بدل المشاركة أو بدل الاشتراك
  
  2- معجم الأخطاء الشائعة - محمد العدناني. وهذا المعجم يحوي قرابة (1186) خطأ لغويا وصرفيا ونحويا وإملائيا متداولا، مرتب حسب الحروف الهجاء.
  3- قمت بتجميع ما رأيته أكثر مئة خطأ شائع في اللغة العربية، والذي يتداوله الناس في كلامهم أو كتاباتهم. متوفر هنا: https://goo.gl/Xi4cn2
  
  ***
• ومن أكثر الأخطاء التي يقع بها الناس، تختص بحروف الجر، ولا يعرف بأي حرف يتعدى الفعل، وهناك معجم هو: 
• 
  4- معجم الأفعال المتعدية بحرف - موسى بن محمد بن الملياني الأحمدي. وهو معجم للأفعال المتعدية بحرف، وفيه توضيح بأي حرف تتعدى الأفعال، ويمكن الرجوع له للتأكد في حالة الشك بصحة الحرف الذي تم التعدي به.
  *** المعاجم: المعاجم اللغوية كتب تشتمل على مفردات اللغة مرتبة ترتيبا يسهل على الباحث طريقة الكشف عنها، وتبين معانيها وضبط بنيتها، وتذكر مشتقاتها وجمع التكسير. (2) (2) موجز قواعد اللغة العربية.
• 
  وأهم المعاجم اللغوية هي: 
• 1- مختار الصحاح. 
• 2- أساس البلاغة. 
• 3- المصباح المنير.
• 4- المعجم الوسيط. 
• 5- القاموس المحيط.
• 6- لسان العرب. 
• 7- تاج العروس.
  
  تنتشر بعض المعاجم الألكترونية والتي تجمع ما بين الشائع والصحيح، ومنها قاموس المعاني، فلو أردت البحث عن معنى صحيحا، فابحث عن موقع يوفر المعاجم التي ذكرتها آنفها، وبعض المواقع توفرها إلكترونيا مثل:
  1- الباحث العربي: http://www.baheth.info/
  2- معاجم اللغة: https://www.maajim.com/
  3- المعجم العربي الجامع: http://www.arabicterminology.com/
  
  *** 
• علوم البلاغة العربية:
  البلاغة هي حسن البيان وقوة التأثير -كما في المعجم الوسيط- والبلاغة في الاصطلاح وصفا للكلام والمتكلم، ووجب على طالب البلاغة معرفة: اللغة، والصرف، والنحو، والمعاني، والبيان، مع كونه سليم الذوق، كثير الاطلاع على كلام العرب. (3) (3) قواعد اللغة العربية.
  
  وعلوم البلاغة ثلاثة هي: البيان والمعاني والبديع، وللدكتور عبد العزيز عتيق كتب ثلاث عن البلاغة، وهي كتب تبحث في نشأة علوم البلاغة وفنونها، وسلسة وسهلة وشائقة للقراءة:
  1- علم البيان - د. عبد العزيز عتيق. 
• 2- علم المعاني - د. عبد العزيز عتيق. 
• 3- علم البديع - د. عبد العزيز عتيق.
• وهي التي أنصح بها نظرا لسهولتها ويُسر أسلوبها في الشرح والتوضيح.
  
  4- علوم البلاغة (البديع والبيان والمعاني) - د. محمد أحمد قاسم ود. محي الدين ديب.
  وهذا كتاب واحد عن علوم البلاغة الثلاثة، وفنونها ونشأتها وهو الآخر كتاب قيم ويسر الفهم.
  *** 
• علم العروض:  هو العلم الذي يبحث فيه عن أوزان الشعر المعتبرة، أو هو ميزان الشعر يُعرف موزونه من مكسوره. 
• 
  توجد الكثير من الكتب بمستويات مختلفة منها المبسّط ومنها الصعب، وسأذكر بعض الكتب التي تناولت علم العروض بيُسر وسهولة، وقد قمت بكتابة دروس، عن أسس علم العروض، والتي تُيسر للمحب للشعر دراسة بحور الشعر، والتي أعتبرها مفاتيح لدراسة بحور الشعر.
  من الكتب:
  1- أوزان الشعر - مصطفى حركات. وهو من أيسر كتب العروض وأسهلها التي قرأتها. 
• 
  2- كن شاعرا - د. عمر خلّوف. هذا الكتاب هو الآخر كتاب سهل ويسر في الشرح، يبتدئ من أسهل البحور إلى أصعبها مع مقدمة عن علم العروض وأمثلة شعرية كثيرة. 
• 
  3- علم العروض والقوافي - د. عبد العزيز عتيق. وهو من الكتب الأكاديمية التي تتناول علم العروض بأسلوب دقيق ومفصل. فصل خاص في نهاية الكتاب يتناول موضوع القافية. 
• 
  4- بحور الشعر العربي (عروض الخليل) - د. غازي يموت.
• وهو كتاب أكاديمي آخر، لا غني لأي دارس لعلم العروض عنه، وهو غني بالأبيات عن كل بحر من بحور الشعر، فهو كتاب عن علم العروض وبنفس الوقت ديوان شعر، فالاستفادة فيه تكون مضاعفة لضعفين. 5- دروس في علم العروض: مستعينا بالكتب السابقة قمت بكاتبة بعض الدروس عن مفاتيح علم العروض والتي يسّرتها لمن أراد التعرف على أسس علم العروض. يمكن القراءة والتحميل: https://goo.gl/8wG8TY
  
  ***
• في الختام وقفة لا بد منها: لست متخصصًا في اللغة العربية، ولم أدرسها في كلية، أو معهد أو عند أستاذ، بل درستها بنفسي، لأن حبي لها هو الدافع الأول والأخير، واعتزازي بها هو الذي يُحفزُّني لكتابة ما كتبت، وأقولها صادقا، سأبقى أتعلم العربية وأتدارسها كل يوم، فهي بحر واسع، كلما تعمقت فيه اكتشفتُ ضعفي، وهذا الأمر يحفزُّني أكثر لإتقانها واستمرار دراستها من أجل الحفاظ على هويتي اللسانية العربية من الاندثار والزوال. جميع الكتب التي ذكرتها آنفا متوفرة في المكتبة الشاملة: http://shamela.ws/index.php
• ***
• هل تكفي قراءة ودراسة هذه الكتب لتقدم وتطور مستوياتنا اللغوية؟
  بالتأكيد لا، فاللغة العربية كائن حي -كما وصفها جرجي زيدان- تنمو بداخلنا وتقوى جذورها عندما نستمر في استخدامها بصورة يومية، فاعمل على ما يأتي:
  1- دراستها بصورة يومية. 
• 2- استخدامها في الحوار، الأمر سيبدو صعبا أو غربيا إن لم تقم به مسبقا، لكن بالاستمرارية ستكسر حاجز الخوف والخجل. 
• 3- درّب لسانك عليها، من خلال القراءة بصوت مسموع، ليكون لسانك ذربا.
•  4- اكتب بالعربية الفصحى دائما، وتجنب قدر الإمكان اللهجات العامية. 
• 5- ادرس العربية بحب، فحين يكون الحب دافعك ستتجاوز العقبات التي تواجهها.
• 
  ***                                         تم بحمد الله