دائما ما كان عالم الخليج العربي جاذبًا لي فأتلقَّف العمل الذي تدور أحداثه عنه وفيه تلقُّفًا، فهذه الأرض غامضة مهما بدت مكشوفة، وساحرة مهما بدت باهتة، وغريبة مهما بدأت مألوفة. ولزاما أن يكون العمل الذي يُدخلني أجواءه ملامسًا لمشاعري التي أجهل كنهها عمومًا وأن تبدَّت لي بعض أسبابها الخاصة. لذا فإن القراءة تفسح المجال للمتعطشين أمثالي من غَرْفِ أسرار ذاك المكان القصيّ، غَرْفٌ يُثقلُ الإعتام الذي يصبُّه عليك، ليخرجك ظمئًا أكثر وغرثانَ، بحالٍ أسوأ مما كنت عليه، فيبقيكَ لابدًا عند أسوار الأرض (أو البلدة) في انتظار بوابة جديدة تفتح، وتيه آخر تحت ظلمةٍ لا تنقشع. لا يمكن أن يقرأ أسوارَ البلدة قارئٌ من عالم الخليج قراءة مكافئة لمن يقرأها من عالم ما وراء الخليج. فما الذي أراده الكاتب من هذا العمل أكشف الأسرار؟ أو خلق عالمٍ جديد خيالي موازٍ للواقع؟ أو تراه يبحث عن تصفية حسابات عبر خلط الأوراق ومزج قضايا الحاضر بهموم الماضي وتاريخه والخروج برؤية المغلوب المنتصر الذي يسلب خصمه دور البطولة؟ تبدو كل هذه التساؤلات منطقية، ورغم محاولات الكاتب إبعاد الشبهات عن عمله ومقاصده في روايته فهو أبعد ما يكون عن البراءة والنيّة غير المبيَّتة بدلالات بُطِّن العمل بها. ليترك القارئ يسلك مع الراوي طريقًا باحثًا في قصة جريمة قتل أو اغتيال سياسي نفَّذته أيادٍ بدت حتى مرحلة ما مجهولة ثم تفتَّقت الأحداث ليمسك القارئ بخيطٍ قد يوصله نحو مواقع قصيّة لا تنتهي به إلى وجهة الراوي المقصودة، الوجهة التي لن يُعترف بها.
يفتتح العمل بجريمة قتل تهزُّ حي الذرايح أحد أحياء بلدة النسايم التي تدور فيها أحداث الرواية، ليبدأ الراوي (وهو جزء من بلدة النسايم وليس بغريب عنها إذ يفتتح العمل بمعرفته للسدرة التي تتوسط بيت أحمد، سيِّد الذرايح، ذاكرا بلا قدرة على التصديق أن هذه السدرة هي سدرة الأمس. يعتمد هنا على آلية جعل صوته السردي مألوفًا وحميميًا من القصة التي يرويها إذ هو من عالم النسايم وليس غريبًا عنها {مؤبر داخلي عليم}، وليجعل من ذكره للمعلومات بعيدة عن الشك فهو شاهد عليها ومعاصر لها) في رحلة تقديم هذا العالم الذي يبنيه باتئادٍ واقتصادٍ وعرض متقطِّع ومتكرر الأسلوب للأماكن والشخصيات، مستعينًا بمعرفته الكبيرة والشاملة لتاريخ هذه المنطقة القديم السابق لخط الانطلاق السردي ومستقبل هذه المنطقة المتجاوز لخط النهاية السردي، ليصبح النص خليطًا من الزمن آلاني والاستباقي والاسترجاعي أو حتى استطرادات الراوي وتحليله للقصة وقراءته للمشهد. فهو يروي قصة النسايم التي عرفها، ويخلقها بذات الوقت ويستكشفها مع القارئ، ليبدو قريبًا من الجميع ومنفصلا عن الجميع حتى عن قصته التي تضحى في مرحلة ما لا تنتمي إلى راوٍ معيّن ولا وجهة لها إلا محاكاة توسِّع الصحراء التي كسَّر أمواجها الصحراوية المترامية الأطراف النصُ المتقطّع بفصول كثيرة -كان الأفضل دمجها- والنَفَس السردي القصير، الذي فات الرواي أن يوازي ما بين طبيعة الصحراء المكتنفة لبلدة النسايم والممزوجة في دماء أهلها وبين طبيعة النص الذي لم يترك له التحكم بتوسُّعاته الذاتية الحرة، وهذه واحدة من نقاط الضعف في هذا العمل.
صراع النسايم وحروب الفقد المنتظرة
إنَّ الصراع ثيمة رئيسة في العمل ابتداءً من الصراعات الداخلية بين الأحياء بعضها ضد بعض إلى الصراعات بين إمبراطوريتي العثمانيين والبريطانيين في هذه المنطقة في بواكير القرن العشرين. لكنه صراع متداخل له جذوره الممتدة إلى (حرب الفقد) التي لا نعرف عنها إلا لمحات ترد على لسان الراوي وشخصياته بين الحين والآخر. لذا فإن صراع قمة جبل الجليد التي تطفو بين السطور تأخذ أكثر مما تمنح، وتُكثِّف الغموض بدلا من إزالته، لذا فإن الراوي يعمل على إرسال إشارات مبطنة وظاهرية في كون القصة الحالية ليست إلا حلقة من سلسلة صراع كبرى لها ماضٍ لم يُكشف ومستقبلٌ مُنتظر قد رُسمت بعض ملامحه والآلية التي سينتهجها.
ولعلَّ نهاية العمل موحيةٌ بهذه الاستمرارية، التي يبدو أنها لم تختفِ وما زال الأحفاد ينبشون في قبور ماضي الأجداد، فهل هذا النص لقراءة العالم المحيط بمؤلفه وخلقه من جديد أو نبوءة قائمة على استدلالات بواقع يثبِّت استمرارية الصراع، ودوران عجلته ساحقةً كل شيء يقف في وجهها. وما اغتيال ابن سيد الذرايح إلا إفراز من إفرازات الكراهية التي فرَّقت الأحياء وجعلت أهلها متناحرين فيما بينهم، فيصوِّر الراوي صولة الذئاب الأخيرة بشاعرية وبطولة فريدة كأنها ملحمة من ملاحم الأبطال الخالدين والآلهة، فلا يبدو القتال مشهدًا دمويًا مخلِّفًا لقتلى وجرحى وخراب يطال أحياء النسايم بل تصويرًا لصيرورة هذه المنطقة وأشخاصها، فكل شيء قائم على القتال والقوة ولا يُعترف إلا بهما.
يبرز سؤال منذ أسبوع الجريمة عن هُوية القاتل. لكن هل هُويته مهمة لتعرف إلى هذا الحد في بيئة عانت من ماضٍ دموي وخصومة متلظية الشرر؟ فسواء أقُتل صخر على يد خصوم أبيه أو قهيدان الإنجليزي أو أي شخص آخر، فلا أهمية لهُويته ما دام هناك بيئة تضم كل أسباب الجريمة وتعطيها الدافع والحافز، فصخر يُقتل وجابر المجنون يُقتل وابن فوزان يُقتل وتصول الذئاب قاتلة أيضًا.
إنَّ القتل ليس جريمة في بلدة النسايم أكثر من كونه ماهيتها الذي امتزجَ في تاريخها المعروف والمجهول وتجسَّدت في أهله قديما وحاضرا وربما مستقبلًا فالنص حُبلى بنصوص أخرى لا يبدو عليها أنها ستخرج من دائرة القتل والصراع وتطبيعهما ليتلائما مع الصحراء الوحش الذي يفترس ضحاياه وهو في نوم سرمدي.
العالم السردي ورمزية النص
لا يمكن لقارئ الرواية أن يبعد نفسه عن ربط الأحداث والشخصيات والأحياء المتخيلة مع نظيراتها الواقعية كما ستبدو له لأول وهلة وقراءة، وهذا ما لا يستطيع أحد إنكاره أو تلافيه لكننا في آخر المطاف نتعامل مع نص متخيَّل وإن كان قد استهلم بُنيته وشخصياته من الواقع ولا نتعامل مع نص تاريخي نُعامله بعين الدارس الباحث، فلذا لا يمكن أن نستلخص من هذا إلا أننا أمام عالم سردي محكم البناء. يسحبنا هذا العالم إلى أرجائه الضيِّقة رغم امتدادها الذي يُعزى إلى الصحراء، فتبقى الأحداث دائرة في حدود بلدة النسايم، البلدة التي ضمَّت الأحياء المتناحرة والماضي الغابر والحاضر الدامي والمستقبل الذي يكتنفه تغيُّر سيحل على هذه البلدة وسكَّانها. لكن هل من الممكن ألا تكون ثمة رمزية في هذا النص؟ السؤال الذي لا يمكن للنص المتخيَّل أن يجيب عنه بالنفي، فقد استند الكاتب إلى تاريخ المنطقة الخليجية وخلطها خلطًا شديدًا وأخرج لنا هذا العالم بنصفٍ متخيلٍ ونصفٍ حقيقي لكنها حقيقية مخلوطة قد تجد رمزية خفيفة فيها. ويبقى المهم من كل هذا ماذا أراد الكاتب من ذلك كله، فالعمل لا يقدم معلوماتٍ جديدة أو قراءة مائزة لتاريخ المنطقة أكثر من أنها عملية خلق جديدة وإنشاء لها وكيف انبثقت من الصحراء مدن كبرى، مدن الملح كما أسماها منيف، إلا أن أحياء رائد أحياء دموية لا ملحية، فإن كانت مدن منيف تُنبئ بنهاية ذوبانية في مياه الخليج، فأحياء رائد تُنبئ بلا نبوءة سوى نبوءة الدم الثقيل المسفوح. إنها قراءة لتاريخ معاصر ما بعد حداثي، ننتقل فيه من الماضي إلى المستقبل، ومن الحاضر إلى زمن في بعد جديد تكون جميع الأوقات معلَّمةً فيه بدماء وصراع وانتقام. فالرمزية في العمل ليست استدعاء ما سبق وبناءه من جديد بل وهي إسقاط على الحاضر، فأسوار البلدة ترمز إلى الآن أكثر من الأمس. فهل حضر كل هذا في ذهن مؤلفها أثناء كتابتها؟ لا يهم إن حضر أو كان وليد تفاعل النص مع ذاته وتشرُّبه بالواقع الذي مدَّ جذوره إليه ليبني أحياء النسايم بحجارة دول خليج.
ولا يمكن بحال من الأحوال أن ننكر دور المؤلف في خلق كل هذا التمازج والتزاوج بين الماضي والحاضر والخيال والواقع في جسد روائي رسمت ملامح أرضٍ مجدها الصراع وعظمتها الخصومة والقتال. يضيع القارئ في دهاليزها فيُنكر خيالها ولا يستطيع الجزم بحقيقتها، فثمة عالم بعقل الكاتب تُرى الشمس في الليل والقمر في النهار، رافعًا سقف التحدي في معرفة من المقصود وكشف المذموم من المحمود.
البطل المجهول والنص الترقُّبي
يمتاز هذه العمل بسمات عديدة كبُنية النص السردي المشدودة، ولغتها المطعمَّة ببعض المفردات المحلية الخاصة، وعالمها السردي، وقصتها، وموضوعها، لكن أبرز ما علا شأنه في هذا النص هو اللعب على وتر البطل المجهول الذي يكون بعيدًا عن الأضواء أو خلف ستار الأحداث ليظهر عندما تتأزم حبكة الأحداث لتكون منعطفًا مهما في حياته يقلبها رأسًا على عقب ويعطيه مكانة جديدة لم يكن مستعدًا لها وغير منتظر لها لكن الظروف تضعه رغمًا عنه، وهنا الحديث عن عبد الرحمن بن أحمد شيخ الذرايح بعد صولة الذئاب. وكذا الحال مع عُمير بن هذَّال الذي ظهرَ فجأة على ساحة الأحداث لكنَّ ظهور يختلف عن أخيه حمود وأبيه هذَّال فهو ظهور يكشف عن شخصية شجاعة ومحنَّكة وحاضرة لأخذ دورها فهي تأتي من الخلف إلى الأضواء مباشرة وتقف في مواجهة شخصيات العمل الرئيسة وتنازعهم البطولة. لم يكن هذا البطل المجهول خفيًا أو ظاهرًا بدون سابق إعلام وإخطار فكان النص بحد ذاته مثقلًا بالإحالات والإشارات إلى الماضي والمستقبل، فهو نص نصوص أخرى، ونافذة مطلة على ما سبق وما لحق، لكن القارئ يبقى محصورًا في الحدث الجاري فقط، يستلم إشارات الراوي بين الحين والآخر، فكان الترَّقب لما سيأتي سمة متماهية مع النص، فيتحول الحدث الأكيد حدوثه مشكوكًا في وقوعه والحدث المتوقع مجرَّد تخمين. يعمل الرواي على خلق نصه بناءً على تلقائية التفاعل فالجميع لا يعلم ما سيقع لا راوٍ ولا شخصياته ولا قارئه، فالكل يترقَّب حتى النص نفسه يترقّب ما سيكون. فمن السارد وسط كل هذا؟ يزداد جواب هذا السؤال تعقيدًا بمرور الأحداث وتقدِّم الصفحات لذا نرى انقلاب الأحداث في الأسبوع الثالث وننتقل من حبكة إلى أخرى مغايرة ومن موضوع إلى آخر يبدو دخيلًا لكنه أصيل ومتأصل ومرتبط بسابقه، لتمتزج جريمة الذرايح بطموح ابن حمود وأطماع الإمبراطوريتين وصراع الأحياء وأهلها، لننتجه إلى الذروة وما بعد الذروة ونبقى نترقب ما سيكون الآتي. منح هذا الترقب الراوي قدرا كافيا من الحرية في أخذ ما يرويه في أي اتجاه يريده ونحو أي وجهة يقصدها دون أن يظهر مشتت البال وضائعًا في خضمِّ تسارع الأحداث ولا جاهلًا بخطوته القادمة، فقد مكَّنته طبيعة النص الترقُّبيّة من كل ما يريده في جعل عمله حرَّا بتوسعه وتفرعه.
هكذا
يحمل هذا العمل في طياته بشائر ودلائل ولادة كاتب سيكون له شأن إن استطاع أن يؤكد أفضليته وقيمته في عالم الرواية بأعمال أخرى تعضد عمله هذا وتؤكد صواب الرهان عليه. وبما أنه جعل روايته الأولى حلقة فاصلة بين حلقتين أو أكثر فلزاما عليه أن يكمل هذه السلسلة الروائية لماضي بلدة نسايم ومستقبلها، ويبدو أنَّ التكملة ستكون حافلة بالأحداث. وهذا التفاؤل بالعمل وكاتبه لا يمنعنا من أن ذكر بعض النقاط التي أضعفت العمل كضعف النَفَس السردي الذي بدا واضحًا في سرد الفصول والمواقف، وعملَ على تجزئة النص والإسراع في الانتقال من فصل إلى آخر ومن حدث إلى آخر، وكان بإمكان التريُّث وترك النص يتمدد ويتوسع بدلًا من وضع صخور تكسير الموج الصحراوي السردي المتمدد، ولم يكتفِ التكسير هنا بل وزاده في الهوامش التي شرح فيها معاني بعض المفردات المحليّة في بلدة النسايم، فبقدر ما منحت هذه المفردات قوة لنسيج لغة الرواية فقد سلبت القارئ فرصة التفكُّر بمعانيها ومقاصدها والبحث عنها. وسلبت الهوامش قوة الخطاب المزودج الذي كان سيجعل من متلقي العمل في عدة مستويات كلها ستصب في صالح الرواية وكانت ستنقل قراءة العمل إلى بعد آخر نقف فيه على النسيج اللغوي وطبقاته وقراءاته، لكن يبدو أن الانطلاق الأول يحمل من الإيجابيات والسلبيات ما لا يستطيع الجميع السيطرة عليه وتفادي هفواته. ومن النقاط الأخرى التي أنقصت من قدر العمل، هو ضعف التصوير النفسي لعوالم الشخصيات الداخلية، فكان السارد رغم أنه عليم أقرب ما يكون مؤبر داخلي محدود الإمكانيات، ولعلَّ الكاتب تجنَّب الخوض في عوالم نفسية شاقة وصعبة المعاملة، ولا بد من الانتباه على هذه النقطة في قادم الأعمال، فقليلا ما تنولت الشخصيات نفسيًا وكان العمل في أغلب أحداثه وشخصياته خارجي تقريبا. وأيضا، التقديم المكرر للأحياء والعرض الفردي للشخصيات، فكثرة الشخصيات تمنح الكاتب إمكانية البناء الجماعي لها وعرضها من خلال بناء متبادل انعكاسي فيبني هذا بعرضه ذاك، ويعرض هذا فيبني ذاك وهكذا، إذا أخذنا بعين الاعتبار أعمالًا كبرى عمل مؤلفوها على هذا كالحرب والسلم لتولستوي، والبحث عن الزمن المفقود لبروست، وتكاد تكون هذه المزية أهم فوائد كثرة الشخصيات في العمل. لكن هذا لا يقلل من السارد الذي أوضح للقارئ بشكل غير مباشر امتلاكه شبكة سردية كبيرة ومتفرعة تبرز في كل جزء منها شخصية وحدث وتاريخ خاص بها جعلت من العمل ذا توسعيّة مثيرة وغير متوقفة.
وأختم بما لم يختم به الرواي عمله، "هكذا"، الكلمة المفتاح التي اُختزلَت قوة العمل فيها بأكملها، فهذه الكلمة هي النهاية المثالية بما حملته من مدلولات كثيرة حول ماهية هند وشخصيتها، وطبيعة العلاقة العاطفية ما بينها وأحمد، وبينها وحيّ الذرايح، وبينها وبين الصحراء المحيطة بها، فهي ليست مجرد كلمة تدل على الكيفية الصحيحة لاستخدام السلاح بل وعلى الروح التي تسكن داخلها، الروح التي تسربت إلى عبد الرحمن، وقد نجدها في شخصيات أخرى في الأعمال المتممة. إضافة إلى أن "هكذا" تحمل من الرمزية والغموض المنسجم مع طبيعة العمل كليًا، فمن مات بعد هكذا؟ وكيف جرت الأحداث، والكلمة - السؤال الذي كنا سننتظر إجابة عنه بتشويق أكثر مما أنهاه الراوي. لماذا لم ينهِ الرواي عمله بـ "هكذا"؟ فالنص اللاحق ضعيف وطريقة تعامله الرواي معها متعجلة تود الإنهاء فحسب، سيبىقى السؤال الذي يرواد أيَّ قارئ قرأه كما قرأته أنا. إنَّ "هكذا" To be continued الخاصة بأسوار البلدة، والتي لا بد أن تنتهي بها في الطبعات اللاحقة.