هذه الرواية وضعت اليد على الجرح فهي تعرض مرض ما زال يُعاني منه المجتمع الأممي بأكمله ألا وهو التحرش بالاطفال "paedophilea" ومشتهي الأطفال ال "paedophile" عرضت بكل موضوعية وبصورة أقرب للحقيقة كون الرواية مبنية على قصة حقيقية بغض النظر عن أين جرت ومن هم الأشخاص الحقيقيين لكن ما عانت منه أنطوانيت يوجد من يعاني مثله في مجتمعاتنا، هذه من الرواية من القلائل التي تجعلك تبتعد عن الاهتمام والتركيز بالأسلوب و طريقة السرد وتهتم بالمغزى والهدف الذي كُتبت له، وكذلك توجه الأنظار نحو المجتمع وكيف يتعامل لا أقول مع المتحرش فقط بل مع المرأة بصورة مباشرة وهناك وقائع مشابهة تحدث في داخل المجتمع الملتزم والذي تظهر فيه سمات الطهر والعفة ما زالت بعض الفتيات بغض النظر عن أعمارهن يتعرضن للتحرش الذي له أبعاد نفسية كثيرة ومثل ما وضحت ماغواير من أمراض نفسية واكتئاب وفقدان الأمل بالحياة وما إلى ذلك لكن هناك أمر مهم جدا ربما لم تنجرف له توني ألا وهو أن المُتحرش بهم إن لم يتم احتضانهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المرحلة يُمكن أن تخلق إنسان منحرف جديد...
أكثر شخص متواطيء وعليه تقع الجزء المؤثر من المسؤولية هي الأم، الزوجة التي ترفض الاعتراف وترفض الوقوف في وجه الأب ومن ثم المجتمع وأقل شخص يتحمل المسؤولية هو الأب.
توني في الرواية لم تبحث في أسباب التي جعلت الأب يقوم بهذا الفعل رُبما هو أيضا قد تعرّض للتحرش عندما كان صغيرا وترك هذا الأمر انطباع سيء ليس تبرير لفعلته لكن هذه دورة مترابطة ومتداخلة فيما بينها... الرواية أوضحت شيئًا ليس بالغريب لكن من الضروري أن يتم توعية الآخرين ليس في متابعة الأبناء أو رعايتهم الرعاية السليمة لكن كذلك كيفية معالجة المرضى المصابين بالانحراف واشتهاء الأطفال.
#mumin_arther
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق