الأحد، 29 أكتوبر 2017

سفيتلانا أليكسييفيتش- روايات موسوعة الحقبة السوفيتية

صدور الجزء الرابع والأخير، لسلسلة موسوعة الحقبة السوفيتية، للكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش.

 زمن مستعمل: نهاية الإنسان الأحمر- Secondhand time: The last of the Soviets 

الكتاب الذي نُشر باللغة الروسية سنة ٢٠١٣، وكان النسخة الأخيرة من سلسلة الكتب التي تروي بها مآسي الاتحاد السوفيتي وحروبه، ودكتاتورية السلطة الحاكمة، حيث قامت بتحويل مقابلاتها مع ضحايا وشهود الذي عاصروا النظام السوفيتي، من جنود سابقين، ذوي الجنود، وكل شخص تعرض للظلم في هذه الحقبة المظلمة في روسيا أو شهدها.
قامت سفيتلانا الصحفية والمؤلفة المولودة سنة ١٩٤٨م، بنقل العمل الصفحي إلى عالم الرواية وإنشاء نوع جديد من الرواية، قائم على أصوات متعددة لشخصيات كانت شهود مرحلة معينة، وهذا ما أهلّها لنيل جائزة النوبل سنة ٢٠١٥، ومحتوى كتبها كانت السبب الأبرز لنيلها هذه الجائزة وإن لم يعلنوا هذا صراحة

تعرضت الكاتبة للكثير من الدعاوي والمحاكمات والتي اتهمها فيها ذوي الضحايا بتحريف كلامهم، عندما نقلت هذه المقابلات للكتب، بينما كان الدفاع الذي صدر عنها، إنها لم تغير أي من الأقوال وأن التغيير في الرتب أو بعض المعلومات التي توحي بهوية الشخص؛ لضمآن حمايته من أي تبعات قانونية أو عقوبات. ويبدو أن بعض ذوي الضحايا كانوا يطمعون ببعض المال أو الشهرة أو كان هناك من يدفعهم لفعل هذا

كان الكتاب الأول من هذه السلسلة هو: ليس للحرب وجه أنثوي والذي صدر سنة ١٩٨٥،  باللغة الروسية والذي ترويه النساء، والذي تتساءل سفيتلانا فيه عن سبب تغييب دور المرأة في الحروب التي شاركن فيها وكان لهن دور فلمَ لا تدافع النساء عن حقهن في الوجود جنب الرجل؟

الكتاب الثاني هو: فتيان الزنك الذي نشر سنة ١٩٩١، باللغة الروسية، والذي تنقل فيه شهادات مختلفة من جنود وذويهم ممن شاركوا في حرب أفغانستان، الكتاب مليء بالشجون والأحزان، ودائما ما يتردد على بالي هذا السؤال بعد أن قرأت هذا الكتاب، إذا كان حال القاتل هكذا فكيف هو حال المقتول البريء الذي هاجموا أرضه واستحلوا دمه بغير وجه حق؟  

الكتاب الثالث هو: آخر الشهود الصادر سنة ٢٠٠٤، باللغة الروسية، والذي يرويه أشخاص كانت طفولتهم متزامنة مع الحرب العالمية الثانية عن تلك الحقبة التي رافقت الحرب وما بعد الحرب، والتي راح ضحيتها عشرات الملايين من البشر.

الكتاب الرابع والأخير هو زمن مستعمل: نهاية الإنسان الأحمر، الكتاب صدر باللغة الروسية سنة ٢٠١٣، وتُرجم إلى اللغة البيلاروسية سنة ٢٠١٤، وتُرجم إلى الألمانية سنة ٢٠١٥، والى الإنجليزية سنة ٢٠١٦، وإلى البرتغالية سنة ٢٠١٧.

وصدر حديثا عن دار ممدوح للنشر والتوزيع من ترجمة د. نزار عيون السود،  ومتوفر حاليا في معرض الشارقة للكتاب

الكتاب عبارة عن تاريخ شفوي متعدد الأصوات عن الحقبة الأخيرة من الاتحاد السوفيتي، تجميعة لأصوات متعددة سُمعت من ضوضاء الشارع والمطابخ مُعلِّقةً على هذه الحقبة من التاريخ
الكاتبة التقت بالآلاف من الشخصيات خلال عشرين سنة من أجل جمع تاريخ شفوي كامل عن نهاية مرحلة الاتحاد السوفيتي ونهوض دولة روسيا الجديدة.

الجزء الأول من الكتاب بعنوان "عزاء نهاية العالم"، هو عشر قصص يُغطي مرحلة ما بين ١٩٩١-٢٠٠١.
الجزء الثاني بعنوان "مفاتن الفراغ" والذي كتبت سفيتلانا مقدمة له بعنوان "ملاحظات من التواطؤ"،  وقالت حاولت بكل صدق وإمانة سماع أصوات جميع المشاركين في الدراما الاشتراكية.

وفقا لإحصائية لسنة ٢٠١٤، فإن نسبة المتأسفين في روسيا على إنهيار الاتحاد السوفيتي وصلت ل٥٧%، وهذا الحنين إلى الماضي قد يُفسّر، بالحنين إلى السياسة السوفيتية، والثقافة، ونظام الحياة، والمجتمع

تقول إحدى أصوات هذا الكتاب عن حياة ما بعد الإنهيار

- بالنسبة لي، السؤال الأكثر من واقعي وضروري: أين أُريد أن أعيش، في بلد عظيم أو في آخر عادي؟ 

  • لقد أحببت الإمبراطورية... الحياة بعد سقوط الإمبراطورية أضحت مملة
اقتباسات من النسخة الإنجليزية -ترجمتي-.

  • اليوم، الناس تُريد أن تعيش حياتها فقط، ولا يفكرون في أي شيء عظيم آخر. إنها حقيقة الحياة في روسيا، أمر لا مثيل له حتى في الأدب الروسي

- شعبنا يريد الحرية، مثلما تريد القردة النظّارات، كلاهما لا يودان أن يعرفا كيف يستخدمونها.

  • الليبراليون يعلمون لأجل مصالحهم فقط، ويريدون منا أن نفكر بتاريخنا كأنه ثقب أسود.

  • لقد كانوا مخدوعين بالبهرجة المزيفة، متاجرنا الآن مليئة بكافة أنواع المنتجات، بوفرة. لكن أكوام السجق -لحم- هذه لا علاقة لها بالسعادة. أو المجد. لقد خلقنا لنكون أمة عظيمة! اليوم نحن لا شيء سوى متجولين ولصوص... تجار حبوب ومدارء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق