سُئل ألين وودي -المخرج والممثل الأمريكي الشهير- إذا كان يُفضل العيش في الشاشة الفضية إلى الأبد؟ أجاب أفضل العيش في شقتي. وأضاف لا أريد أن أخلد عبر أعمالي، بل أريد الخلود بألا أموت.
بعد أن كان الموت جزءًا من الحياة، أو أننا نعيش حتى نموت لأنه مقدر لنا الموت، وأن من يقبض أرواحنا هو شخصية ترتدي ثوب أسود ذو قلنسوة وبيدها منجل كبير، كما آمن كثير من الأوربيين في القرون الوسطى، فإن الموت أخذ معنى جديدا يختلف عن سابقه متمثلا بتعريف بأنه يسببه مشكلة تقنية ولكل مشكلة تقنية حل تقني. يقول يوفال في كتابه الإنسان الإله بأن الإنسان تحول من الإنسان العاقل إلى الإنسان الإله From homo sapiens to Homo deus. عبر بحثه عن الخلود وإنهاء مشكلة الموت، التي يسعى لها العلماء البيولوجيين والعاملون في الهندسة الجينية وتدفع الملايين سنويا حول البحوث التي قد تساعد بالحصول على حياة مديدة، فكما ارتفعت معدل الأعمار إلى الضعف في القرن الحادي والعشرين مقابلة مع سابقه، فإن يمكن أن يُضاعف في القرن القادم. إن ما أُنجز في العصر الحالي ليس شيئا شاذا فقد عاش في السابق من بلغوا التسعين والمئة، فمن يعيش اليوم تسعين عاما ليس حالة نادرة أو غريبة، إلا أن ما أُنجز في القرن الحالي، هو السيطرة على كل الأمراض كالطاعون أو الظواهر الحياتية كالمجاعات التي عملت على إلغاء الموت السابق لأوانه، ولهذا لمَ لا يفكر بإطالة عمر الإنسان؟ يقول يوفال أنه ليس من السهل أن نعيش مع علمنا أننا سنموت لكن الأكثر صعوبة هو أن نموت ونحن نسعى نحو الخلود.
تعود أولى رغبات الخلود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد مع الملك السومري كلكامش ورحلته للبحث عن الخلود. والتي تعتبر أولى الشواهد التاريخية على رغبة الإنسان وسعيه الحثيث خلف الخلود واللا موت.
تبقى هذه الفكرة غريبة أو غير واقعية كما يقول يوفال، لكنها ستكون هدفا يسعى إليه البشر في المستقبل ويكون شغلهم الشاغل إطالة عمر الإنسان ولمَ لا الشباب الخالد.
*
غالبا ما أرى الموت تجربة لا بد من خوضها، بل أحيانا أنجذب إليها كونه بوابة إلى عالم فريد من نوعه، عالم الخلود واللا موت، يعد الله المؤمنين بحياة خالدة في النعيم ويتوعد المشركين بخلود في الجحيم، وكثيرا ما فكرت بمعنى الخلود وكيف يكون، ونظرا لأننا نعد اليوم في تعاقب الليل والنهار ومرور الزمن -إن كان هناك زمنا فعلا- فإن الخلود في النعيم هو توقف الوقت وتجمّد الزمان، أي العيش في اللحظة الراهنة دون الانتقال إلى لحظة أخرى وهكذا تتابعا، كل هذا سيتوقف بعد الموت الأول، والذي يقول عنه الله أنه لا موت بعده، ويقول أيضا أن كل البشر سيذوقون الموت عاجلا أو آجلا. تراودني الأحلام حول الموت، والتي غالبا ما يكون خفيفا وسريعا، كرفة عين، والتحول أحيانا من عالم مادي إلى الفراغ. وأفكر في الوجود قبل الوجود، وأننا إذا لم نوجد فأين سنكون؟ وكما لا يعطي البرنامج الإلكتروني النتائج المطلوبة Output منه عندما لا يُعطى المعطيات المطلوبة Input، فهكذا يصبح التفكير في الوجود في حالة عدم وجوده، حالة من اللا شيء التي لا يستطيع الدماغ أن يلملم أطرافها. الخلود في هذه الحياة سيكون نوعا من اللا شيء والعبث، فما الذي يعنيه أن أعيش ألف سنة؟ في النتيجة أراه لا يعني سوى أن تقوم بالأشياء التي تقوم بها، لأننا حين نفكر بالخلود علينا الأخذ بالحسبان الظروف المحيطة والإمكانيات التي نملكها، وحتى وإن كان كل شيء متاحا لنا سيصيبنا الملل عاجلا أو آجلا. هذا ما يحاجج به بعض من المحلدين وماذا بعد في حياة الخلود في الفردوس؟ سوى الملل والتكرار. أنا أيضا أكره أن أكون لا شيء وجزءا من الفراغ، بعد أن وعيت حياتي سأرغب في امتلاك وعيي إلى ما لا نهاية، أن أعيش التجربة تلو الأخرى والحياة تلو الحياة لكني لا أفكر الآن في الخلود، سأفكر فيه وفي قيمته الفعلية بعد الموت، إذ تلك حياة أخرى ستكون لها حساباتها الخاصة. قد يقول قائل من يقول أننا سنعيش وما الذي سيُثبت هذا؟ لك الحق في عدم الإيمان بوجود حياة أخرى، ولي الحق أن أفكر بحياة أخرى؛ فحياة واحدة فوق هذه الأرض لا ترضيني وقد لا ترضيك أنت كذلك.
أن أومن بأن أعيش بكيان آخر مع معرفتي بحياتي السابقة خير لي من أن أعيش كشجرة في حياة أخرى فوق هذه الأرض.
بعد أن كان الموت جزءًا من الحياة، أو أننا نعيش حتى نموت لأنه مقدر لنا الموت، وأن من يقبض أرواحنا هو شخصية ترتدي ثوب أسود ذو قلنسوة وبيدها منجل كبير، كما آمن كثير من الأوربيين في القرون الوسطى، فإن الموت أخذ معنى جديدا يختلف عن سابقه متمثلا بتعريف بأنه يسببه مشكلة تقنية ولكل مشكلة تقنية حل تقني. يقول يوفال في كتابه الإنسان الإله بأن الإنسان تحول من الإنسان العاقل إلى الإنسان الإله From homo sapiens to Homo deus. عبر بحثه عن الخلود وإنهاء مشكلة الموت، التي يسعى لها العلماء البيولوجيين والعاملون في الهندسة الجينية وتدفع الملايين سنويا حول البحوث التي قد تساعد بالحصول على حياة مديدة، فكما ارتفعت معدل الأعمار إلى الضعف في القرن الحادي والعشرين مقابلة مع سابقه، فإن يمكن أن يُضاعف في القرن القادم. إن ما أُنجز في العصر الحالي ليس شيئا شاذا فقد عاش في السابق من بلغوا التسعين والمئة، فمن يعيش اليوم تسعين عاما ليس حالة نادرة أو غريبة، إلا أن ما أُنجز في القرن الحالي، هو السيطرة على كل الأمراض كالطاعون أو الظواهر الحياتية كالمجاعات التي عملت على إلغاء الموت السابق لأوانه، ولهذا لمَ لا يفكر بإطالة عمر الإنسان؟ يقول يوفال أنه ليس من السهل أن نعيش مع علمنا أننا سنموت لكن الأكثر صعوبة هو أن نموت ونحن نسعى نحو الخلود.
تعود أولى رغبات الخلود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد مع الملك السومري كلكامش ورحلته للبحث عن الخلود. والتي تعتبر أولى الشواهد التاريخية على رغبة الإنسان وسعيه الحثيث خلف الخلود واللا موت.
تبقى هذه الفكرة غريبة أو غير واقعية كما يقول يوفال، لكنها ستكون هدفا يسعى إليه البشر في المستقبل ويكون شغلهم الشاغل إطالة عمر الإنسان ولمَ لا الشباب الخالد.
*
غالبا ما أرى الموت تجربة لا بد من خوضها، بل أحيانا أنجذب إليها كونه بوابة إلى عالم فريد من نوعه، عالم الخلود واللا موت، يعد الله المؤمنين بحياة خالدة في النعيم ويتوعد المشركين بخلود في الجحيم، وكثيرا ما فكرت بمعنى الخلود وكيف يكون، ونظرا لأننا نعد اليوم في تعاقب الليل والنهار ومرور الزمن -إن كان هناك زمنا فعلا- فإن الخلود في النعيم هو توقف الوقت وتجمّد الزمان، أي العيش في اللحظة الراهنة دون الانتقال إلى لحظة أخرى وهكذا تتابعا، كل هذا سيتوقف بعد الموت الأول، والذي يقول عنه الله أنه لا موت بعده، ويقول أيضا أن كل البشر سيذوقون الموت عاجلا أو آجلا. تراودني الأحلام حول الموت، والتي غالبا ما يكون خفيفا وسريعا، كرفة عين، والتحول أحيانا من عالم مادي إلى الفراغ. وأفكر في الوجود قبل الوجود، وأننا إذا لم نوجد فأين سنكون؟ وكما لا يعطي البرنامج الإلكتروني النتائج المطلوبة Output منه عندما لا يُعطى المعطيات المطلوبة Input، فهكذا يصبح التفكير في الوجود في حالة عدم وجوده، حالة من اللا شيء التي لا يستطيع الدماغ أن يلملم أطرافها. الخلود في هذه الحياة سيكون نوعا من اللا شيء والعبث، فما الذي يعنيه أن أعيش ألف سنة؟ في النتيجة أراه لا يعني سوى أن تقوم بالأشياء التي تقوم بها، لأننا حين نفكر بالخلود علينا الأخذ بالحسبان الظروف المحيطة والإمكانيات التي نملكها، وحتى وإن كان كل شيء متاحا لنا سيصيبنا الملل عاجلا أو آجلا. هذا ما يحاجج به بعض من المحلدين وماذا بعد في حياة الخلود في الفردوس؟ سوى الملل والتكرار. أنا أيضا أكره أن أكون لا شيء وجزءا من الفراغ، بعد أن وعيت حياتي سأرغب في امتلاك وعيي إلى ما لا نهاية، أن أعيش التجربة تلو الأخرى والحياة تلو الحياة لكني لا أفكر الآن في الخلود، سأفكر فيه وفي قيمته الفعلية بعد الموت، إذ تلك حياة أخرى ستكون لها حساباتها الخاصة. قد يقول قائل من يقول أننا سنعيش وما الذي سيُثبت هذا؟ لك الحق في عدم الإيمان بوجود حياة أخرى، ولي الحق أن أفكر بحياة أخرى؛ فحياة واحدة فوق هذه الأرض لا ترضيني وقد لا ترضيك أنت كذلك.
أن أومن بأن أعيش بكيان آخر مع معرفتي بحياتي السابقة خير لي من أن أعيش كشجرة في حياة أخرى فوق هذه الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق