الجمعة، 28 يوليو 2017

تحدي قتل الحوت الأزرق

تحدي قتل الحوت الأزرق، التحدي الذي يوصل المشتركون فيه إلى الانتحار وقد وصل البعض بالفعل.

تحدي الحوت الأزرق، هو عبارة عن  (meme)* شنيع في شبكة الإنترنت، يشجع أولئك الذين يمارسوها على إيذاء أنفسهم، مدة دورة التحدي خمسين يومًا، ويقول مسؤول مجهول أنه يقوم بتصعيد اللاعبين وإلزامهم على إيذاء أنفسهم. والمهمة الأخيرة هي الانتحار. الناس المهتمين بهذا التحدي يجدون المسؤولين عن هذا التحدي في الهاشتاك والصور على شبكات التواصل الاجتماعي. من الممكن أن تصبح خطرًا يهدد الأمن العام، والمصيبة أنها مثل العديد من الأشياء على الإنترنت، لا يوجد أحدٌ متأكد من حقيقة ماهيتها. 
تبدأ اللعبة  برسم حوت على الجسد بأداة حادة ورفعها على شبكات التواصل الاجتماعي،  والإكثار من الاستماع للموسيقى الغريبة خلال هذه الخمسين يومًا وتجعل الشخص يعيش في سوداوي ويتم تهديده من قبل المسؤولين عن اللعبة في حالة رغبته بالانسحاب ومن ثم يشجعونه على الانتحار بعد انتهاء مدة الدورة. 

الشائعات حول اللعبة انتشرت خلال بضعة شهور، لكن في بداية شهر يوليو، تم تصعيد مراهق في ولاية تكساس وإلزامه بقتل نفسه وبث عملية الانتحار من خلال هاتفه، وجدت عائلته أدلة قد تدل على اشتراكه في هذا التحدي. 
وبعد فترة قصيرة مراهقة أمريكية تنتحر، ووجدت عائلتها أدلة كذلك تدل على اتصالها بهذه اللعبة. 
في السابع عشر من يوليو، القضاء الصربي يحكم على شاب روسي يبلغ من العمر ٢٢ عامًا، بالسجن لأكثر من ثلاث سنوات لاشتراكه في هذه اللعبة وإدانته بالتحريض على قتل مراهقتين روسيتين.
مراسلو الصحف والتلفزيون في أمريكا بدأوا بالتبليغ عن هذا التوجه المزعوم، محذرين الأباء والمعلمين ليراقبوا المراهقين عند استخدام السوشيال ميديا، يبدو أنه من المستحيل معرفة العدد الحقيقي للناس الذي يمارسون هذه اللعبة لكن السوشيال ميديا لديها البيانات لمعرفة عدد أولئك المهتمين بهذا التحدي.
النتائج متفاوتة على نطاق واسع. عند البحث في Tumblr تظهر شاشة زرقاء مكتوب عليها بعنوان رئيسي "هل كل شيء بخير؟"، تم تشجيع مستخدمي الTumblr ومساعدتهم بالبحث من مصادر متنوعة، وقال المتحدث باسم الTumblr الشركة أصدرت هذا البرنامج بعد التنبيه عن هذا التحدي في مايو الماضي، وارتفعت البحث عن هذا التحدي في مايو ليصل لـ ٦٠٠٠٠ مرة. 

وكذلك بالنسبة لليوتيوب، تظهر نتائج البحث بمربعين رئيسيين في الجانب العلوي من الشاشة وبخط عريض معلومات الاتصال بـ Crisis Text Line،وأرقام الاتصال بالإنقاذ الوطني لمنع الانتحار. وإذا ضغطت على "المزيد" سيظهر لك فديو الحوت الأزرق المزعج، وبإمكانك التبليغ عن "محتوى عنيف أو مثير للاشمئزاز" وأفعال خطيرة ومؤذية.
وعند البحث عن محتوى الحوت الأزرق في الإنستغرام، ينبثق لك مربع "بعض المنشورات أو الصور تحتوي على محتوى يشجع على أفعال من الممكن أن تؤذي النفس أو حتى قد تسبب الموت، أذا كنت تمر بأوقات صعبة فنرغب بمساعدتك". مع ثلاثة خيارات رفض هذا المحتوى أو الاستمرار على أية حال، أو تلقي الدعم.

 وعلى النقيض منهما لم يقدم موقع سناب شات الشهير أي شيء لدعم الصحة النفسية، ولا موقع تويتر، ويظهر البحث في تويتر بعض التغريدات عن الحوت الازرق، بعض التغريدات حذرت من هذه اللعبة، بينما سأل الآخرون عن كيفية الوصول لمسؤولي اللعبة. تويتر ليس لديه أي خطة لدعم الصحة النفسية في نتائج البحث، لكن المتحدث باسم تويتر قال بإمكان المستخدمين التبليغ عن التغريدات المتعلقة بالحوت الأزرق.

والأكثر أهمية البحث في الفيس بوك لا يظهر أي دعم للصحة النفسية، ووضّح المتحدث باسم فيس بوك أن خدمة دعم الصحة النفسية قيد الإنشاء من خلال انبثاق مربع أثناء البحث عن مثل هذا المحتوى، وأنه كان معقدًا بعض الشيء بالنسبة للمهندسين، لكن الفيس بوك قام بدعم الصحة النفسية وحين البحث عن هذا المحتوى ستظهر لك رسالة 
"مصادر انتحار أو أذية نفس" 
"إذا كنت أو شخص ما يواجه أوقات عصيبة بإمكاننا مساعدتك، ونرغب بهذا".
وقال المتحدث باسم فيس بوك أن الشركة طرحت عنصرين أمنيين من أجل مكافحة هذه الحالات ونوّه بأن الأعضاء بإمكانهم التبليغ عن مثل هذه المحتويات، لكن عند التبليغ فإن النتائج غير مرضية وليست ذات كفاءة وبداهية عالية ضد هذه المحتويات.

ومن السخرية: إن مواقع التواصل الاجتماعي هذه هي من مكنّت هكذا تحديات غريبة من الظهور على الإنترنت وانتشارها. وعلى الناس أن يكون في المواقع الأفضل من أجل رصد تأثير مثل هذه الظواهر السلبية التي تنتشر بسرعة (meme). هذه الخدمات التي تقدم من قبل شركات التواصل الاجتماعي التي تقوم بجمع وتحليل ما يناقشه المراهقون، وهي متطورة بما فيه الكفاية ويُمكن بيعها للراغبين. يجب أن نوجه هذا التطوّر لقضايا الصحة العامة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بالمراهقين والمحتوى المتعلق بإيذاء النفس.

ولنكن منصفين، إن مواجهة هكذا أنواع من المحتويات صعبٌ جدًا.هذه الشركة تعتبر نفسها منصات وليست شركات إعلامية. وفي الغالب تسلك منهجًا لحفظ المحتوى باسم حرية التعبير. في العام الماضي الفيس بوك أعلن أنه من الواجب أخذ بعض المسؤولية لإيقاف وباء الأخبار المزيفة وإبقاء المحتوى الخطر والغير قانوني خارج الموقع.
لكن بصورة عامة فإن التدخل في علميات البحث والتأشير على بعض المحتويات يحتاج إلى حكمٍ يصعب في بعض الأحيان على الشركات وضعه. وفي الغالب تكون غير متأكدة من كيفية التعامل معه باستمرار. ماذا بعد، هذا يحتاج إلى المزيد من الوقت والانتباه من قبل الشركات التي يديرها المهندس والتي تكون أكثر استخداما للتكنولوجيا من الأشخاص العاديين. 

والأمر لا يتوقف عند هذا ال(meme) الخاص بالحوت الأزرق فهناك (meme) أُخريات ولا تخص المراهقين فقط، تدعو إلى إيذاء النفس، منها تحدي Saltandice،  والذي يشجع تحمل حرق الجلد ووضع الملح والثلج والتحمل لأقصى حدٍ ممكن.

نحن نتوقع من هذه المنصات الإعلامية إبقائنا في مأمن من هذه الظواهر الاجتماعية السلبية المضرة. ويجب علينا مطالبتهم وباستمرار على جعل كل تهديد معروف للجميع. وبالتأكيد ستظهر هناك أنواع أخرى من هذه الظواهر ويجب على هذه الشركات الإعلامية الإحاطة بها وتقييدها وتكون أول من يلاحظها من أجل المصلحة العامة.

*meme :- فكرة أو ظاهرة اجتماعية تنتشر بسرعة من شخص لآخر حتى تبدو كظاهرة ثقافية داخل المجتمع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق