حياته:
ولد ريموند في سان مور بالقرب من باريس في الثامن عشر من حزيران/ يونيو سنة 1903. ابنا لرسام كاريكاتوري. وفي عام 1917 انتقل إلى المدينة، ولكنه انقطع عن الدراسة في Lycée Charlemagne، من أجل التركيز على اهتمامه في الأدب والصحافة.
مسيرته الأدبية:
نشر راديغات في بداية سنة 1923 أول وأشهر روايته "الشيطان في الجسد"، وهي رواية تحكي قصة امرأة شابة متزوجة تقيم علاقة مع شاب يبلغ من العمر ست عشرة سنة، في الوقت الذي كان زوجها يقاتل في الجبهة، أثارت هذه الرواية فضيحة كونها حدثت في بلد خرج لتوه من حرب عالمية. ورفض رايموند التهمة التي وصم بها، بأنه كان يتكلم عن سيرته الذاتية، وهي تهمة ليس عليها أي دليل قطعي.
تعرضت الرواية في بداية نشرها لاحتقار النُقّاد، والحملةَ الضخمةَ الترويجية للكتاب أثناء طرحه (وهو أمر لم يكن معتادا وقتها) لكنهم اعترفوا في النهاية بجودة كتابة راديغات ورصانتها، وأسلوبه الموضوعي.
كان عنوان رواية ردايغات "الشيطان في الجسد" عنوانا لواحدة من اثنتين من الأوبريت، وخمس أوبرات، من تأليف الملحن الإيطالي روموالدو مارينكو في سنة 1884.
أما رواية راديغات الأخرى "كرة الكونت أورجيل" فقد نشرت بعد وفاته عام 1924، ويتمحور موضوعها أيضا حول الزنا أو مثلث الحب، وكانت مثيرة للجدل أيضا. امتازت هذه الرواية بطابعها السيكولوجي، إذ تدور حبكة الرواية حول السيدة ماهوات زوجة الكونت أورجيل التي تقع في علاقة حب مع صديق زوجها الجديد المراهق فرانسوا، وتجري العلاقة من خلف ظهر الكونت أورجيل دون أي يدري ما يحصل ما بين زوجته وصديقه الجديد. وصُوِّرت في فيلم فرنسي حمل نفس الاسم عام 1970. لراديغات دواوين شعر قليلة ومسرحية.
اشرك راديغات نفسه مع مجموعة من تيار الحداثة، وأصبح صديقا لبابلو بيكاسو، وماكس جاكوب، وجين هيغو، وجوان غريس وفي الأخص جين كوكتيو الذي أصبح معلمه. لراديغات علاقات وثيقة جدا مع النساء، وكان معروفا في الأوساط الأدبية الباريسية بـ"السيد الطفل" ومع عدم صلاحيته ليكون نموذجا في مواعيده الغرامية، وصفه كوكيتو كما يحكي همنغوي بأنه (الطفل المنحرف المحب للنساء) [مع استخدام صفة أنثوية]. ولمَّحَ همنغواي بأن راديغات وظّف جنسانيته لتحسين مهنته، لكونه كاتبا فقد "عرف كيف يجعل من حياته الأدبية لا تتعلق بالقلم فقط، بل بقضيبه كذلك*".
وكان لبعض الروائيين آراءً متباينة حول أعماله ففي عام 1945 أبدى ستيدمان وبلايك (روائيان) إعجابهما برواية راديغات الأولى "كونها تحمل أكثر النقودات مفارقة" وأشار ألدوس هكسلي بأنه راديغات امتلك السيطرة الأدبية التي يحتاج الآخرون مدة طويلة للحصول عليها. ووصف فرانسوا مورياك رواية "الشيطان في الجسد" بأنها غير ناضجة ومروعة، لكن لا شيء يشبه السخرية كخرافة. ولم يقم أي يافع قبل راديغات بتوصيل سر العصر إلينا: كلنا قمنا بتزييفه.
وفاته:
توفي راديغات في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/ ديسمبر سنة 1923، بعمر العشرين في باريس بسبب السل، بعد أن تمكن منه المرض بعد رحلة قام بها مع كوكيتو. وفي مقابلة لكوكيتو مع باريس ريفيو، بيّن أن راديغات أخبره قبل ثلاثة أيام من وفاته: "في ثلاثة أيام، سأطلق النار على جنود الله" وكتب فرانسيس بولينك عقب وفاة راديغات "ليومين لم أستطع القيام بأي شيء، كنت مذهولا جدا".
قالت الفنانة البريطانية نينا هاملت في مذكراتها سنة 1932 "ضحك الجذع" وهي تصف جنازة راديغات بأن الكنيسة كانت ممتلئة بالناس، وتصدرت فرقة عزف الصف الأمامي. كان هناك أيضا الفنان والنحات الروماني قسطنطين برانكوزي، وبيكاسو وأناس كثر آخرين لا أذكر أسماءهم. كان كوكيتو يومها مريضا ولم يستطع الحضور، وقد كان من أكثر الأشخاص تأثرا بوفاة راديغات وكتبت له في شباط سائلة إياه عن إمكانية قدومي لرؤيته فأجابني برسالة لطيفة:
24-شباط 1924
أنا مريض دائما وبلا شجاعة.
سأتصل صباحا.
كل الحب،
جين كوكيتو
من أعماله الأدبية:
1- الوجنات تحترق "قصائد مختارة" 1920.
2- مهمة العيد المنزلية "شعر" 1921.
3- البجعات "مسرحية" 1921.
4- الشيطان في الجسد "رواية" 1923.
5- كرة الكونت أويجار "رواية" 1924.
إعداد وترجمة: مؤمن الوزان.
المصدر: https://en.wikipedia.org/wiki/Raymond_Radiguet
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق