- كتاب فقه اللغة وأسرار العربية لأبي منصور الثعالبي.
هذا الكتاب من الروائع في اللغة العربية، مقسم إلى قسمين رئيسين الأول: هو فقه اللغة، يتناول فيه الكاتب في فصوله أقسام الصفات والأوصاف والأفعال والأسماء في مواضيع متعددة عن الإنسان، والحيوان، واللباس، والقتال، والأرض، والسماء، والغيم، والماء، والنبات، والطعام، إلى غير ذلك من مواضيع شائقة، تُثري القارئ وتفقهه في اللغة، فيتخير دقيق اللفظ في صحيح الموضع.
والآخر: أسرار العربية، وهو موزع في تسعة وتعسين فصلا في مواضيع البلاغة، والبيان، والأساليب اللغوية، والنحو، وغير ذلك كثير.
***
- معرفة الفرق بين الظاء والضاد.
يتناول هذا الكتيب أو البحث لابن الصابوني الإشيبلي كلمات الضاد ونظيراتها كلمات الظاء كالفض والفظِّ، وكيفية التفريق بينها.
يجمع أبو بكر الإشيبلي سبع وعشرين كلمة وما اشتق منها من كلمات أُخر، مبيّنًا الفرق عبر ذكر المعاني والاستشهاد بالآي الكريم وأبيات الشعراء.
***
- ما تلحن فيه العامة للكسائي.
يعد هذا الكتاب أول ما كُتب في تصحيح الأخطاء اللغوية واللحن في الكلام الذي يقع به الناطقين بالعربية كتبه أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي إلى الخليفة العباسي هارون الرشيد.
أبو علي بن حمزة الكسائي أحد القراء السبعة للقرآن، وعالم نحو، لا يعرف الكثير عن طفولته دخل الكوفة غلاما وحفظ القرآن، وقيل عن سبب تعلمه العربية وإتقانها ليصبح عالما بها إنه جلس مع جماعة بعد أن مشى فقال لقد عيَّيتُ فعابوا عليه وقالوا أتجالسنا وأنت تلحن؟ قال وكيف لحنت؟ أجابوه إن كنت تريد التعب فقل أعْيَيْتُ وإن كنت تريد انقطاع الحيلة والتحير في الأمر قل عَيِيتُ مخففة. وخرج بعدها يتعلم العربية في البصرة ويتلاقها من البدو في الحجاز وتهامة ويكتب عنهم. وعاد بعدها إلى الكوفة وصار عالم من علمائها، وبقي حتى استدعاه الخليفة المهدي مؤدبا لابنه الرشيد وأصبح فيما بعدا مؤدبا لابنيه الأمين والمأمون حتى إصابته بالبرص فخلفه تلميذه الأحمر.
توفي الكسائي كما هو مرجح في عام ١٨٩ هـ، تاركا خلفه عديد المؤلفات بقي منها ما بقي واختفى ما اختفى، وكتاب ما تلحن فيه العامة واحد مما كتبه وتوجد منه ثلاث مخطوطات الأولى في برلين حصل عليها بروكلمان والثانية في بومباي، والثالثة في مكتبة المحتف العراقي.
يضم كتاب الكسائي سبعة ومئة خطأ لغوي تلحم فيه العامة مع ذكر الصحيح مستندا إلى القرآن والشعر.
***
- أسرار البلاغة - عبد القاهر الجرجاني.
لكتاب أسرار البلاغة وصاحبه أمام النحو والبلاغة عبد القادر الجرجاني السبق فيما يعرف اليوم بعلم البلاغة، لذا يعد الجرجاني مؤسس علم البلاغة المعروف اليوم كما يقول كثيرون منهم عبد العزيز عتيق واصفا إياه بالمؤسس الذي استفاد من سابقيه ونهل من علمهم وما كتبوه في وضع أسس هذا العلم. وبالإضافة إلى كتاب أسرار البلاغة، فإن للجرجاني كتاب آخر هو دلائل الإعجاز الذي أسس فيه لعلم المعاني.
عاش أبو بكر عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري (٤٠٠-٤٧١ هـ)، من أصل فارسي، وبدأ الضعف يدب في اللغة بعصره، كالوقوف على مدلول الألفاظ والجمل المركبة والانصراف عن معاني الأسلوب كما يذكر عبد العزيز عتيق في كتابه علم البيان. وشاع في عصره أيضا الانصراف إلى اللفظ دون الاهتمام بالمعنى، وهذا ما يقف منه الجرجاني موقف الضد، وضرورة أن تكون المعاني مكانتها فيصف من نصر اللفظ على المعنى "كمن أزال الشيء عن جهته، وأحاله عن طبيعته". ويسبقه القول بأن "الألفاظ خدم المعاني، والمصرفة في حكمها، وكانت المعاني هي المالكة لسياستها"، ويختلف هنا مع الجاحظ الذي نصر اللفظ على المعنى وقال: "المعاني مطروحة يعرفها الأعجمي والعربي، والبدوي والقروي والمدني. وإنما الشأن في إقامة الوزن، وتخير اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء، وفي صحة الطبع، وجودة السبك، فإنما الشعر صياغة وضرب من النسج، وجنس من التصوير.
ويدلل صاحب الطراز، سند بن عدنان الأزدي، على أن الألفاظ تابعة للمعاني، لا العكس، بثلاثة براهين: أولها: أن معنى، الفرس والأسير والإنسان، مفهومٌ لا يتغير والألفاظ الدالة عليه مختلفة على حسب اللغات. فلو كانت المعاني تابعة للألفاظ لاختلف لاختلاف الألفاظ. وثانيهما: أن من المعاني ما يكون واحدا وله ألفاظ كثيرة، ولو كان الأمر كما قالوا لزم من اختلاف الألفاظ اختلاف المعاني. وثالثهما: لو كانت المعاني تابعة للألفاظ للزم في كل معنى أن يكون له لفظ يدل عليه؛ وهذا باطل، فإن المعاني لا نهاية لها، والألفاظ متناهية. وما يكون بغير نهاية لا يكون تابعا لما له نهاية.
ولا يُفهم من هذا أن الجرجاني رجّح المعنى على اللفظ أو العكس بل ما اشتمل على الاثنين لفظا ومعنى، لهذا فيعد الجرجاني كذلك ناقد أدبي جمع بديع اللفظ وموضعه السليم وجمال المعنى والغرض المراد منه ودقة الأسلوب وتمامه عكس سابقيه كالجاحظ وابن قتيبة وترجيح اللفظ أو المعنى عند كليهما تواليا. فنقرأ في كتاب أسرار البلاغة لناقد ألمعي وأديب عارف ونحوي، لذا فهو يطرح في كتابه مواضيع بلاغية يردفها بشواهد شعرية ناقدا وشارحا إياه مستخلصا المعنى والعِبر في سياقاتها البلاغية والتركيبية والمعنوية داخل المواضيع التي يبحث ويؤصل لها.
ينقسم كتاب أسرار البلاغة إلى عدة مواضيع تتركز في التجنيس الاستعارة والتشبيه والتمثيل والمجاز العقلي والتخيلي ولا سيما الاستعارة والتشبيه والتمثيل اللاتي تنال مساحة شاسعة في فصوله وحديثه. لغة الكتاب يسيرة في فصول ومتقعرة في أخرى، والكتاب في مجمله متقدم في طرحه وأسلوبه ولا يناسب كل مستوى إلا أن القارئ مهما كان مستواه يحظى برحلة لغوية رائعة وبلاغية شائقة. ومما يؤخذ على تنضيد الكتاب وترتيبه أن يحصل تداخل في بعض فصوله في المواضيع، والأمر ناجم من سعة علم ومعرفة الجرجاني الذي يحاول أن يرص حديثه رصا ولا يترك فيه فجوة ويربطه مع ما يقاربه ويقابله من فنون بلاغية.
***
- كتاب النحو العربي - د. محمد فاضل السامرائي.
يتكون كتاب النحو من جزأين، وهو شامل ويغطي أغلب مواضيع النحو بكل تفرعاتها وتفصيلاتها مما يجعله كتابًا متقدما لا يناسب المبتدئين في النحو لكن أسلوبه الرشيق وتوضيحاته السلسلة وأمثلته الغزيرة يجعل من كتابا نافعا ورائعا وماتعا بشواهده القرآنية والنبوية والشعرية، إضافة إلى ختم كل موضوع بشواهد شعرية من ألفية ابن مالك مع شرحها.
يحوي الكتاب على كثير من الملاحظات تحت عنوان فرعي- فائدة- فيه إضافات أو ردود أو جمع بين الخلافات النحوية.
الملاحظة الوحيدة التي قد آخذتها على الكتاب هي عدم إدراج موضوعي الاستفهام وأسلوب النفي في مواضيع الكتاب.
***- أساس البلاغة - الزمخشري.
واحد من المؤلفات المعجمية اللغوية الفخمة لصاحبها أبي القاسم جار الله الزمخشري (٤٦٧ - ٥٣٨هـ) المولود بقرية زمخشر في خوارزم، وتنقل إلى العراق والحجاز وعاد بعدها حيث توفي في مسقط رأسه.
له العديد من المؤلفات بين ما وصل إلينا وما لم يصل إذ ربت مؤلفاته لأكثر من ستين مؤلفا، وكتابه أساس البلاغة من أهم ما كتب وأشهرها.
يمتاز كتاب أساس البلاغة بكثرة شواهد المجاز، والشروح البلاغية، ومكون من جزأين عن منشورات محمد علي بيضون.
هذا الكتاب من الكتب التي تُقرأ على مهلٍ لأشهر متتابعة حتى يقطف القارئ أجود ثمر المفردات ويستقي أطيب شراب اللغة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق