الأربعاء، 2 يناير 2019

يوفال نوح هراري.




مؤرخ إسرائيلي وبروفيسور في قسم التاريخ- الجامعة العبرية في القدس، مواليد ١٩٧٦، لديه مؤلفات عن تأريخ والإنسان والتطور التكنولوجي والعلمي والبشري الذي تعيشه البشرية اليوم من أهم مؤلفاته:
 Homo Sapiens: A brief history of humankind (الإنسان العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري).
Homo Deus: A brief history of tomorrow (الإنسان الإله: تاريخ مختصر للغد)
21 lessens for 21st century (واحد وعشرون درسا للقرن الحادي والعشرين).

لم يتم ترجمة كتبه بعد ما خلا كتاب تاريخ مختصر للنوع البشري مؤخرا.

لم أقرأ أي من كتبه لكني قرأت عنها وقمت بوضعها ضمن جدول قراءات السنة القادمة -إن شاء الله-، وأنصح بالقراءة له. قرأت مقدمة كتابه عن دروس القرن الحادي والعشرين وهي تبدو مثيرة وتطرح الكثير من التساؤلات عن الدين والإرهاب والفكر والتكنولوجيا والتطور المعلوماتي والسياسة، كل ما يتعلق بالإنسان ويجعلك تفهم الحياة والبشر أكثر، وقمت مشاهدة محاضرة له عن كتابه تاريخ مختصر للغد، رابط المحاضرة:
https://youtu.be/4ChHc5jhZxsللأسف المحاضرة بالإنجليزية وغير مترجمة إلى العربية، قام بهذه المحاضرة باستعراض التطور الفكري للإنسان من زاوية السلطة العليا وتطور الاختيار الحر للإنسان.
فيمكن تلخيص ما ورد من خلال النقاط التالية:

١- العصور الوسطى: في ظل سلطة الكنيسة والبابا (الإيمان بصورة عامة Theism) كان الاختيار مناط بهذه السلطة العليا (Higher Authority) فهي التي توجهك نحو الاختيار الصحيح. أي أن الإنسان يفقد حرية الفعل بموجب قوى ميتافيزيقية ممثلة من قبل الكنيسة والبابا (والأديان ككل).

٢- عصور بداية الثورة العلمية والاقتصادية (١٨-١٩-٢٠): أصبح الاختيار مناط بالإنسان، وأنزلت السلطة العليا من مقامها السماوي (الإلهي وممثليه) إلى الأرض وممثلها الإنسان، وأصبحت إجابة ما هو الخيار الصحيح؛ اتبع قلبك (Follow your heart). أصبح الإنسان بإرادته الحرة -يقول هراري بعدم وجود شيء اسمه إرادة حرة من الناحية العلمية Practical- هو صاحب السلطة والقرار أو ما يمكن أن نطلق عليه وفقا لما يريده هراري (إله الأرض).

٣- العصر الحالي: وهو الذي يمثل المرحلة الجديدة التي نعيشها اليوم في ظل التطور العلمي والتكنولوجي، وعصر الخوارزميات، وهذه المرحلة التي تتمثل بلقاء النُظم الحيوية والخوازميات (Organism و Algorithm)، الكائن الحي والذكاء الإصطناعي، ومثلما يقول هراري لقاء تورنغ وداروين. فنحن الآن بمرحلة جديدة تفرق عن مرحلة اتبع قلبك إلى مرحلة اتبع الخوارزميات، اتبع أمازون أو غوغل؛ فهما يعرفانك أفضل مما تعرف نفسه.
هذه المرحلة المُشْرِعة لأبواب عصر جديد يهدد الجنس البشري، من خلال فهم الآلة (الخوارزمية) للإنسان أكثر مما يفهم الإنسان نفسه. أصبحت الخوارزميات هي المُرشدة للإنسان.
ويذكر مثالا عن سؤال أي كتاب أشتري؟ يبدو هذا السؤال محيرا، لكن الجهاز الذي بين يديك Kindle أو الهاتف أو الحاسب الآلي Computer، ومن خلال ما تبحث عنه، ما يعجبك أو لا يعجبك (Like of Dislike) تعرف خوارزميات جهازك الآلي أي الكتاب مناسب لك. وقد نجد أمرا مشابها، حين نقوم بالبحث في غوغل عن هاتف آيفون، نجد بعدها في موقع فيس بوك مثلا أو إنستغرام  عروض لأجهزة آيفون! نستغرب ونظن الأمر صدفة وبعد أن تتكرر الحالة نظن أننا مُراقبين؛ في الحقيقة أن الخوارزميات تُساعدنا في الوصول لما نريد.
ومن طريف الأمثلة التي يذكرها في العصور السابقة كنا نقرأ الكتاب، أما الآن نحن في عصر الكتاب يقرأنا، فمن خلال القارئ الإلكتروني كـ Kindle مثلا يعرف الجهاز: ضغط الدم، نسبة الأدرينالين، سرعة القراءة لهذه الصفحة أو تلك، ومن ثم تتجمع معلومات كاملة عنك وتتراكم المعلومات باستمرار، إضافة لما تجمعه من معلومات عنك، من خلال قراءة بريدك الإلكتروني ومكالماتك الهاتفية، ما تبحث عنه، تقرأه وتكتب، وتعمل على تحليل معلوماتك الشخصية وشخصيتك، والنتيجة تُساعدنا على اتخاذ القرار الصحيح.
وينهي المحاضرة بتذكيرنا بمسألتين مهمتين:
الأولى: أننا لم نفهم عقولنا بصورة كاملة حتى اللحظة. مما يُبقي آفاق التطور مفتوحة أكثر وأكثر.
الأخرى: إن التكنولوجيا ليست حتمية، ولا ذات سُلطة علينا، فهي تساعدنا على اختيار الصحيح وترشدنا لكنها لا تملك الإمكانية لتفرض علينا شيئًا كل شيء بيد الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مذكرات عوليس

مذكرات عوليس   ١ أكتوبر . عوليس الرواية التي فصلت تاريخ الرواية إلى جزئين ما قبل عوليس وما بعد عوليس كما يصفها م...