الأربعاء، 4 يوليو 2018

عاداتي العَشْر في القراءة



1- اختيار العناوين: 
اختيار العناوين الخطوة المهمة التي يسألها كل إنسان يود القراءة، ماذا أقرأ؟ 
العناوين لا تخضع لنظام محدد أكثر من كونها عشوائية منظمة بالقراءة لرواة  مختلفين من بلدان مختلفة، فكلما اتسعت دائرة الأدب اتسعت دائرة المعرفة بالروائيين وأفضل الأعمال الأدبية في عالم الأدب، فالمعرفة تراكمية وتحتاج وقتا للنمو ولا وسيلة لإروائها ورعايتها عدا القراءة، أما متابعة أحدث العنوانين الصادرة، في العصر الحالي، أصبح لدور النشر جميعها حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا أكون في متابعة مستمرة لأحدث الأعمال الصادرة حديثا. 
 
2- التنويع في القراءة: 
التنويع في القراءة لا بد منه، القراءة في مجال واحد، مهما كان ذا نفعٍ سيبقى محدود النفع، أعمل دائما على التنويع في القراءة، أقرأ في عالم الرواية وأقرأ في الشعر، وكتب النقد الأدبي والتاريخ والفلسفة والصحة وعلم النفس واللغات، فلا تمر السنة حتى أكون قد قرأت في مجالات متنوعة. القليل من كل شيء خير من كثير من شيء واحد، وبالطبع ليس قانونا هذا الشعار بالنسبة لي، لكن فائدته أكثر نفعا في تأثيرها على مستوى المعرفة والثقافة بصورة عامة.

3- المؤلفات الكبيرة: 
من المجنون الذي سيقرأ رواية مكونة من أربعة أجزاء؟ من هذا الأحمق الذي يكتب آلاف الصفحات ومن الأكثر حمقا ليضيع وقته مع عمل كهذا؟ هذه الأسئلة التي طرحتها على نفسي يوما، حين أثارت أجزاء مدن الملح الكبيرة غثياني وقتلت أي رغبة في القراءة وقتئذ. وهي بالفعل عقبة تواجه كل قارئ مهما كان قارئا متمرسا أو مبتدئا، أذكر أن أول عمل قرأته كان رواية البؤساء لفيكتور هيجو، وهي مكونة من خمسة أجزاء، لاتخذ بعدها خطوة مهمة في مشوار قراءة المؤلفات الكبيرة؛ ألا وهي قراءة ثلاثة أو أربعة من المؤلفات الكبيرة كل سنة، وعادة ما أفتتح كل سنة بعمل روائي ضخم دسم، ليكون دافعا لي ومحفزا للقراءة. وأقرأ هذه الأعمال في فترات متفرقة حتى لا يكون الأمر والجهد الذهني المبذول كبيرا ودفعة واحدة، قد تحتاجه في عمل آخر، فتوزيع جهد القراءة مهم لا ويمكن تجاهله. 

4- الاستمرارية: 
أيما أفضل قراءة عشر صفحات في اليوم على مدار السنة أم قراءة ثلاثة آلاف صفحة خلال ثلاثة أشهر؟ بالتأكيد القراءة اليومية مهما كان عدد الصفحات قليلا، فهو أفضل من القراءة على فترات متباعدة، قطرة ماء تنحت طريقا في إلى قلب الحجر باستمرارية سقوطها، منجزةً عملا لا يفعله سيلٌ يمر في وقت ما وينحسر بعدها. اقرأ كل يوم واعمل على تعويد نفسك القراءة اليومية، فهي أنجع وسيلة للدخول في حالة حب مع القراءة وأصلب درع يحميك من جيوش الملل التي قد تصيبك. 
 
5- الجدولة: 
العشوائية في نظام القراءة، هي أهم الأسباب التي تقتل رغبة القراءة، وعدم انتظامها وتحولها إلى عبء، ضع جدولا للعناوين التي تقرأها خلال السنة مع تقسيمها على فترات محددة، خلال الشهور الثلاثة الأولى مع الأدب العربي والنقد الأدبي على سبيل المثال، والقسم الثاني من السنة مع الشعر والفلسفة والتاريخ. التخطيط والانتظام ووضع هدف نصب عينيك تبلغه في نهاية المطاف كلها أمور تجعل من القراءة محببة وجاذبة ومتعة لا تضاهيها متعة أخرى.

6- هل أقرأ في وقت فراغي؟
لا تقرأ في وقت فراغك إن كان لديك وقت فراغ، استغله في الاستمتاع بعيدا عن القراءة، في الرسم أو الكتابة أو تعلم لغة جديدة أو ممارسة الرياضة أو مشاهدة فلم أو مسلسل أو قضاء الوقت مع العائلة. 
القراءة أجعل لها وقتا خاصا بها، وليس نشاطا تقتل به وقت فراغك، أعطها تُعطك. 

7- القراءة أسلوب حياة: 
القراءة تحولت من نشاط يومي إلى أسلوب حياة، فهي أضحت في كثير المرات في مقام سامٍ، لا تقل أهميته من التنفس والحب والطعام والشراب. وفي هذا يقول الأمام أحمد رحمه الله : (الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة أو مرتين والعلم يحتاج إليه بعدد الأنفاس).
وهل يأتي العلم بطريق غير طريق القراءة!

8- لا أترك كتابا حتى أنهيه: 
في الوقت الذي تكون اختيار العناوين خاضعة للبحث والتدقيق، تكون نسبة قراءة محتوى سيئ بالعادة ضئيلة، لكن يبقى الاحتمال واردا، أعمل وقتها على قراءة العمل مهما كان سيئا حتى النهاية -لكل قاعدة شواذ بالتأكيد-. فقراءة عمل سيئ يعطيك المعرفة في كشف مواقف الضعف في العمل، ويُمكِنك من وضع إصبعك مواطن الضعف في أعمال أخرى، اللغة والسرد والأسلوب والفكرة، كيف نُميّز كل هذه العناصر في الأعمال إذا لم نطلع على أعمال مختلفة بمستويات مختلفة. 

9- الصراع مع الكاتب: 
القراءة تفاعل وليست خضوع، أقرأ لأتعلم وأكتشف عالما جديدا لا لأكون عبدا مملوكا للكاتب أو الأديب، القراءة بهذه الكيفية ستجعلني فردا في القطيع بلا أي آلية في التحليل أو التفكير أو النقد أو إبداء الرأي السليم. 
اقرأ كمنافس للكاتب، فكلّما زادت المنافسة بين الكاتب والقارئ زاد اهتمام الكاتب بعمله الأدبي، فحين يستخف الكاتب بعقول قرّائه، لن يُتعب نفسه كثيرًا، وحين يعرف الكاتب أن القراء صِعاب المراس يكون اهتمامه بعمله أكثر جدية وقوة، وسيفكر ألف مرة قبل أن يجرأ على إصدار عمل ما. 

10- قراءات: 
بعد الانتهاء من كل عمل، تكون الكتابة عنه وتدوين الأفكار المستخلصة من العمل، وعرض نقاط القوة والضعف في الرواية، أمرا يساعد على ترسيخ ما قرأنا في الذاكرة، وبذات الوقت تكون القراءة عن العمل محفزة ومشجعة للقراء الآخرين من أجل قراءة هذا العمل أو ذاك، ونشر المعرفة لا يقل أهمية من اكتسابها ولربما تفوقها قيمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مذكرات عوليس

مذكرات عوليس   ١ أكتوبر . عوليس الرواية التي فصلت تاريخ الرواية إلى جزئين ما قبل عوليس وما بعد عوليس كما يصفها م...