السبت، 20 فبراير 2021

آخر إصداراتي في مجال الترجمة

 حكم وأمثال أوسكار وايلد

أوسكار وايلد


يضم هذا الكتاب المنشور في عام 1905 من قبل دار John W. Luce and Company, Boston مقولاتٍ لأوسكار وايلد (1854-1900) مختارةً من مؤلفاته، وسعت الدار الناشرة حينئذ -كما تُشير- أن تقتفي أثر بعض الأعمال الناجحة والمشهورة في هذا المجال مثل كتاب " The moral Maxims and Reflections" لـ Rochefoucauld، وكتاب "Poor Richards Almanack" لبنيامين فرانكلين، ووجدت مرادها في كاتب روائي ومسرحي أثارت أعماله لغطًا لا يقل عن حياته الشخصية أودت به إلى الحبس سنتين بسبب كتاباته، وأُطلِقَ سراحه قبل وفاته بثلاث سنوات بسن السادسة والأربعين. ذاع صيت أوسكار وايلد ذي المظهر الجميل والأنيق، وحاز على شهرة في وطنه أيرلندا بمقولاته وأمثاله الساخرة والحاذقة. انتقل وايلد إلى لندن حيث نمت موهبته الأدبية والكتابية ببروز فكتب في الرواية والمسرحية والقصة والشعر والنقد ولقيَ في لندن أجواء الحياة التي عازها ففتنته وطاب له المُقام فيها قبل أن يسافر في جولة إلى الولايات المتحدة وباريس ثم العودة إلى لندن حيث تزوج كونستانس لويد وأنجب منها، مواصلًا الكتابة في كل هذه الأوقات. إضافة إلى مسيرته العامرة بأعمالٍ من أشهرها "صورة دوريان غراي، وأهمية أن تكون جادًا، وزوج مثالي"، فقد عُرفَ وايلد بنزعته الجمالية وانتمائه للحركة الجمالية (الأستطيقا) التي رفضت التراث الفيكتوري المحافظ رافعةً القيمة الجمالية على أي قيمة أخرى ونادت بمفهوم "الفن من أجل الفن" ويتضح هذا الأمر في كتابات أوسكار ولا سيما في "الناقد فنان، ونهضة الفن الإنجليزية". 

  

حمل هذا الكتاب بطبعته الأمريكية عنوان "Epigrams and Aphorisms by Oscar Wilde"، ويمكن تعريف ألـ "إيبغرام" على أنها حكمة، أو حكمة ساخرة ولاذعة، أو قصة قصيرة بنهاية مُعبرة أو هازئة يوضح محتوى هذا الكتاب كل ما يُمكن أن تدل عليه هذه الكلمة. يعود تاريخ ألـ "إبيغرام" إلى الإغريق لكننا نادرًا ما نجد أمة من الأمم أو ثقافة من الثقافات لا يكون لأهلها حكمهم الساخرة وأمثالهم وقصصهم القصيرة الموجزة والمعبرة عن غاية ما أو حكمة تتداولها الألسن وتتناقلها الأفواه لتُلخِّصُ حادثة ما أو تكون الخاتمة التي يُسدل بها الستار عن أخرى. وقد كانت هذه الحكم مما اشتهر بها وايلد أثناء حياته وزخرت بها مؤلفاته التي يضم هذا الكتاب "حكم وأمثال أوسكار وايلد" أحذقها وأوسعها انتشارًا بجدِّها وهزلِها.  

***

رزنامة بور ريتشارد
بنيامين فرانكلين


إنَّ رزنامة  بور ريتشارد واحدة من أوائل الرزنامات التي صدرت في الولايات المتحدة الأمريكية  (في إقليم نيو إنغلاند في الشمال الأمريكي والذي يضم ستَّ ولايات)، ونالت الحظوة والشهرة رفقة أول رزنامة  أمريكية "The Astronomical Diary and Almanac" على مدى سنوات من تاريخ صدروها ما بين سني 1733 و1758. 

نشر بنيامين فرانكلين هذه الرزنامة تحت مستعار بعنوان رزنامة بور ريتشارد حتى عام 1748، إذ غير اسمها إلى رزنامة بور ريتشارد إمبروفد. تضم الرزنامة السنوية مواضيع متعددة ما بين أقوال وأمثال وحِكم وأخبار ومعلومات عامة، وتُستهل كل طبعة بكلمة افتتاحية. وما يغلب على محتوى الرزنامة في أعدادها كاملةً الأقوالُ والأمثالُ والحِكمُ التي منها ما هو خاص بفرانكلين نفسه وبعضها تعود أصولها إلى ثقافات وشعوب وكتب أخرى. تعددت مواضيع هذه الأقوال والأمثال والحكم ما بين مدح الأخلاق -وكثيرًا ما شددت النصوص عليها وربطتها بفلاح المرء في الحياة- والتجارة وكسب المرء بيده ونصائح للربح وآلياته، وآداب الضيافة والكياسة والصداقة والتعامل مع الآخر، وكذلك الأماليح والأضاحيك ذات المقاصد اللاذعة التي أضفت نكهة الهزلية على بعض النصوص وجو الرزنامة عموما. وقد نظم فرانكلين العديد منها شعرًا أو كتبها باستخدام الجناس لإعطائها طابعًا موسيقيًا ونغمًا يسهل على القارئ حفظها وتذكرها والاستمتاع بقرائتها.

 اشتهرت هذه الرزنامة كثيرًا حتى وصل عدد نسخ بعض طبعاتها السنوية إلى مئة ألف نسخة نُشرت في ثلاث عشرة مستعمرة بريطانية في أمريكا وقتها وأجنت مؤلفها بنيامين فرانكلين المكانة والشهرة والمال. 

أما مؤلفها بنيامين فرانكلين، فهو أحد الأباء المؤسسين للولايات المتحدة الأمريكية، وكان كاتبًا ناشرًا وسياسيًّا ومفكرًا تنويريًّا وعالمًا وفيلسوفًا وناشطًا مدنيًّا وغير ذلك، وهو واحد من أهم الشخصيات الأمريكية في التاريخ وله مسيرة حياتيّة ومهنيّة حافلة، وتزيّن صورته ورقة عملة المئة الدولار الأمريكي. 

في هذا الكتاب، اخترت من الأمثال والحكم والأقوال والنصائح الواردة في الرزنامات المنشورة، والتي وجدت فيها الحكمة الأصيلة والبصيرة النافذة والنصيحة الرشيدة والتوجيه القويم والفكر السليم والنص البليغ أو الأفاكيه المستظرفة والطرف المستملحة التي لا غنى عنها في الترويح عن القارئ بين جديّة النصوص الأخرى. وتجنبت الأقوال والمعلومات الواردة التي هي اليوم من البديهيات وأصبحت من المعلومات العامة مثل استخدامات المِجهر ومزاياه أو تواريخ ولادة بعض الشخصيات التي يُمكن للباحث عنها أي يعرفها بضغطة مفتاح.      

***

ذو العقل يشقى 
ألكسندر غريبايدوف 




يصل تشاتسكي إلى المنزل الذي تربى فيه، ليجد الصبية صوفيا التي نشأ معها قد تغيَّرت وفي مسعاه لمعرفة حقيقة مشاعرها تجاهه يقع ضحية عقله وذكائه ورفضه لعادات المجتمع الموسكوفي. 

إنَّ مسرحية ذو العقل يشقى من بواكير الأعمال الأدبية الرئيسة في الأدب الروسي ولها تأثير واضح في أدباء روسيا في الجيل الذهبي مثل دوستويفسكي وتشيخوف، وأصبحت العديد من أقوال تشاتسكي أمثالًا لدى الشعب الروسي. وأطلقت المسرحية بعد نشرها إثر وفاة غريبايدو، إذ منعت الرقابة نشرها في حياته، شرارةَ الجدل بين النقَّاد المحافظين والكتَّاب الرومانسيين-الديسمبريين بشأن وصفها للمجتمع الموسكوفي. 

تقف المسرحية اليوم شامخة واحدةً من أهم الإبداعات الأدبية الروسية لما فيها حكمة ونقد وشاعرية واهتمام بالثقافة الوطنية الروسية التي كانت المحفِّز لبطلها تشاتسكي ومُبدعها غريبايدوف.

ولد الشاعر والمسرحي والدبلوماسي الروسي ألكسندر سيرجيفيتش غريبايدوف في موسكو ما بين (1790-1795)، درس في جامعة موسكو ونال درجة الماجستير في الفيلولوجي، وانخرط بعدها في برنامج الدكتوراة إلا أنه تركه ولم يكمله. 

كانت حياة غريبايدوف، التي جمعته بصداقة مع شاعر روسيا الأكبر ألكسندر بوشكين، حافلة بالأحداث رغم قصرها فقد انضمَّ إلى الجندية المقاومة لحملة نابليون على روسيا في عام 1812، وخدم في روسيا البيضاء قبل استقالته عام 1816، ليشترك بعدها في ثورة ديسمبر عام 1825 ضد القيصر نيكولاس الأول، واعتقل في سنة اللاحقة لكن أطلق سراحه بعدها بمدة. 

عُيّن غريبايدوف سفير روسيا في طهران في عام 1828 إثر زواجه بستة أشهر، وبعد اضطراب الأوضاع في طهران بسبب حادثة لجوء بعض رعايا الشاه إلى السفارة الروسية، فاقتحموا السفارة وقتلوا موظفيها من بين غريبايدوف في الحادي عشر من شهر شباط/ فبراير 1829.

***

الرجل في المعقل العالي

فيليب ك. ديك



تعرض هذه الرواية- وهي من روايات التاريخ البديل والخيال العلمي- حقيقة مغايرة عما عرفناها، إذ تدور أحداثها في عام 1962، بعد هزيمة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وسيطرة النازيين واليابانيين على معظم العالم، ليبدأ عصر جديد من الديستوبيا والتطور العلمي وغزو الفضاء. ما بين شخصيات متعددة تتوزع أحداث الرواية بصورة شبه متساوية لتؤدي كل منها دورها على حدة تارة ومع بعضٍ في أخرى. بسرد راوٍ عليم ومستعينا بشخصياته أحيانا، يقدم فيليب ديك عملًا روائيا ذا طابع سينمائي في جو من الإثارة والمؤامرات والمفاجآت.

 إن أهم ما نجده في هذه الرواية هو وجود رواية بعنوان "الجندب يستلقي ثقيلا" داخل هذه الرواية، يتحدث فيها كاتبها عن واقع مغاير يتمثل بهزيمة النازيين واليابانيين وانتصار الحلفاء، إضافة إلى دور كتاب I ching كتاب التحولات- وهو من كتب التراث الصيني الدينية ويعود إلى قرون قبل الميلاد- في توجيه وإرشاد الشخصيات في اتخاذ قرارتها من خلال نوع من الوحي والإرشاد الروحاني عبر طقوس تستخدم فيها الشخصيات عمليات حسابية للحصول على السداسية داخل هذا الكتاب من أجل الحصول على القرار المناسب. 


فيليب ك. ديك (1928-1982). 

روائي أمريكي يعد واحدا من أبرز كتّاب الخيال العلمي في أمريكا في القرن الماضي، له العديد من الأعمال الروائي الشهيرة مثل "الرجل في المعقل العالي" و"هل يحلم الإنسان الآلي بالخرفان الآلية؟" و"يوبك" و"فاليس"، تمتاز رواياته بطابعها الفلسفي الشكوكي، والباحث عن حقيقة الحياة، والتاريخ البديل، والهاجس الماورائي لفيليب ديك. لم تكن هذه الرؤى المطروحة في رواياته منفصلة عن حياته التي عانى فيها كثيرا من مشاكل أسرية ومرضية، ودراسته لمفكري حركة التنوير الألمانية، والفلسفة الأديان الشرقية، والغنوصية والبوذية.

****

قصة يُوْرِيوَاكَهْ



تحكي هذه القصة وقائع من حياة ابن وزير إمبراطور اليابان، الشجاع يوريواكه، الذي أرسل لمعاقبة أعداء يهجمون على إحدى أراضي الإمبراطور. يرحل يوريواكه في أسطول سفن، وبعد إنهاء المهمة يخونه ضابطاه، الأخوان بيبو، ويتركانه في جزيرة سعيًا للاستئثار بمجد النصر والعطاء. يبقى يوريواكه فوق الجزيرة وحيدًا حتى يعود إلى موطنه بعد مساعدة من صيادين، ليجد هناك الأخوان بيبو قد استحوذا على قلعته ومنصبه، ويضايق الأخ تارو زوجة يوريواكه عارضًا عليها الزواج بإلحاح رغما عنها، تكلل عودة يوريواكه بالنجاح بعد أن يشترك في مسابقة الرماية بالقوس والسهم وينتقم من الأخوين الخائنين.

 

لهذه القصة أصول قديمة تعود إلى القرن السادس عشر، وشاعت في بعض الجزر اليابانية، وهي موروث شعبي تعارضت الآراء حول أصالته الخاصة بسكان الجزر أو تأثرت بأوديسة هوميروس لا سيما وأن شيوع هذه القصة كان بعد وصول حملات التبشير المسيحية إلى الجزر اليابانية في القرن السادس عشر. 

تبرز قيمة هذه القصة في الخطوط العريضة المتشابهة مع الأوديسة والمقتفية فصول ملحمة هوميروس، فثمة تشابه بين رحلة يوريواكه وأوديسيوس لمواجهة الأعداء، وما يتعرض له الاثنان من مصاعب في رحلة العودة، ومضايقة زوجتي الاثنين من قبل رجال يرغبون بزواجهما وهن يرفضن ذلك، ثم ما يحدث في النهاية من انتقام البطلين من خصوهم بعد مسابقة الرمي بالقوس والسهم. 

تأتت قصة يوريواكه من البيئة اليابانية الشعبية بعد أن هضمت الأوديسة أو فصولها الرئيسة وأعادت إنتاجها مراعية التغييرات الثقافية المطلوبة، وإضافة لمستها الخاصة كما نجد في طائر الباز الذي كان رفيق يوريواكه في موطنه، وحاول أن ينقذ سيده لكنه قضى نحبه أثناء ذلك.      


هناك تعليقان (2):

مذكرات عوليس

مذكرات عوليس   ١ أكتوبر . عوليس الرواية التي فصلت تاريخ الرواية إلى جزئين ما قبل عوليس وما بعد عوليس كما يصفها م...